أنا آسفة يا بيتي..

أنا آسفة يا بيتي..

shareEmail this to someonePin on Pinterest0Share on Google+0Tweet about this on TwitterShare on Facebook0

.

 

بيتي حبيبي، بحمد ربّنا عليك، وبشكُر فضلُه ونعمتُه. أنا والله عايزة أهتم بيك، أنظّف كل شِبر فيك، وريحتك تكون رائعة باختراعات مُعطّرات الجو التوماتيكي ده. بيتي حبييي, نفسي أغيّر فيك، وأعملَّك “أب ديت”، نفسي كل حاجة تكون في مكانها زى ما إنت نفسك بالظبط، نفسي الأرض متكونش مكان بقايا الأكل والفتافيت. أنا عارفة إن سجّادك بيزعل، ولّا الأحذية.. يا سلام لو تعرف طريقها إلى الجزّامة الكبيرة إللي عملالنا زحمة جوّة و برّة كده.

 

بيتي حبيبي، عارفة إنك زهقت من الغسيل إللي مكّوِّم أكوام أكوام، والله ما لاحقة أطبّقُه.. بس أكيد في يوم ما سوف يجد طريقه للدولاب، وسَبَت الغسيل، على رأي أمنية صديقتي: “سَبَت الغسيل فيه خميرة”. ولّا المواعين، هو الحوض بيجيلوا قلب يبص لي بالبجاحة دي إزّاى؟! التراب طيّب.. أعمل إيه؟ ما هو يا العيال يا التراب! الاتنين مش نافع !

 

بيتي العزيز الغالي، الدواليب.. أنا عارفة نفسك تقول إيه؟، الدواليب صدّقني محتاجة ثلاث أربعة أيام كده، وأوعدك هتشوف حاجة تعجبك خالص، بس ألاقي الثلاث أيام تفرُّغ دول. طيب، ودواليب المطبخ صدّقني واخدة بالي منهُم، بس أوعدك بعد دواليب وكراكيب غرف النوم، وحياتك عندي بس بلاش إنت تزوّدها عليّا.

 

مهام كل يوم أصبحت في بعض الأحيان مستحيلة، اللفّة إللي على كل غرفة دي بمكنسة ومُلمِّع الزجاج محتاجة صحة، وأنا الصحة على إيديك في النازل.

مطبخي مملكتي، بحبه بس الصراحة، منذ دخول الأطفال الأعزّاء إليه وأنا مش عارفة أوّله من آخره. أنا بسمع بس حاجات تتفتح، وحاجات تتكسر، و مش بزعل، أهو فى النهاية كل حاجة ليها عُمْر وأكيد ده عُمْر إللى اتكسر. آه.. صوتي بس هو المسموع في الأرجاء، ما بين “اقفل الثلّاجة”، و”ماترميش حاجة في الحوض” – أشهر كلمتين الحقيقة في بيتنا-.

 

أنا عارفة إنك كنت بتستمتع بالهدوء والروقان إللي الصالون كان بيستمتع بيهم, بس الهدوء والروقان كلمة مش في مُعجَم بيتنا خلاص، وبعدين صدّقني.. إن شاء الله الظروف هتتحسّن كتير. فاكر حقبة الرسم على الحيطة؟, فاكر الجري وارهم بالإسفنجة المليئة بالديتول في محاولة بائسة لإزالة الآثار العظيمة، إللي بتجيبلي قبل ما تجيبلك سكتة قلبية, فاكر؟ عدِّت الحمد لله. الصراحة.. الحديث يطول عن المأساة إللى إنت عايشها، بس كفاية فضايح كده, ماينفعش أكمّل أكتر من كده, إن الله حليمٌ ستار.

 

بيتي حبيبي، إنت فضل ونعمة وستر كمان، بس إنت لازم تفهم إن إنت خلاص راحت عليك، إنت ولّا الأطفال؟ الأطفال يكسبوا، لازم تتقبّل الوضع الجديد، وكفاية نظرات الاسترجاء إللي بتأنّبلي ضميري بيها دي. بيتي حبيبي، أنا بحاول وهفضل أحاول، وأعلِّم العيال يبقوا منظّمين، ولحد ما يفهموا بقى استحمل يا بيتي حبّة، أنا مابقتش قادرة عليك، طيّب هقولّك فكرة، محتاجين حد ييجي يهتم بيك، و يتفرّغلك إنت تمامًا، يا رب تفهمني ياللي في بالي.. 🙂

 

 

 

يمني جاد

الصورة: Dolan Halbrook

 

 

 

مواضيع مختارة:

لماذا أنظف منزلي؟

13 أدب علميها لطفلك

هل أنتِ ست العاقلين؟

ست بيت و أفتخر!

أنتِ بطلة!

ماذا تفعل الأم العاملة بعد انتهاء أجازة الوضع؟

البحث عن صديقة

عين الحسود فيها عود

لماذا أطبخ لأسرتي؟