رضوي الحماقي:
طول عمري كنت بقعد أتريق علي جارتنا اللي في العمارة اللي جنبنا وأنا باسمعها كل يوم في سيمفونيات الزعيق في وقت الأمتحانات. كل يوم كان بيبقى في وصلة زعيق و تهزيق لأولادها علشان المذاكرة .كانت الست ياعيني كل يوم صوتها يتنبح و كنت بحس إنها يا هيجلها ضغط يا سكر يأما مرارتها هتتفقع من كم الزعيق اللي كانت بتزعقه.
طبعآ أنا كنت بقعد انتقد فيها و أقول ازاي الست بتزعق لأولادها كدة و حرام عليها و إنها كده هتكرهم في المذاكرة وأن أكيد أكيد في طريقه أحسن من كدة عشان تخلي ولادها يذاكروا و كنت متعاطفة أوى مع أطفالها لحد ما ابتديت أذاكر أنا لابني.
طبعآ في الأول أنا كنت متبنية فكرة إن ابني لازم يعتمد علي نفسه و يذاكر لوحده زي ما أنا طول عمري ماكنت بذاكر لنفسي. من غير رغي كتير و دخول في تفاصيل، لقيت ان الفكرة أثبتت فشلها خصوصا وقت الأمتحانات.
الواحد أصلأ بيبقى راجع من الشغل خلصان و تعبان و روحه أصلا في مناخيره من ضغط الشغل وزحمة الطريق، يلاقي نفسه إنه مضطر يحضر الأكل ويغدي وبسرعة بسرعة عشان نبتدي المذاكرة. فمفيش وقت بقي نجازف بيه و نشوف هيعرف يذاكر لوحده ولا لأ.
المهم الواحد يخلص كل اللي وراه وخلاص بقي نقعد في للliving room و أروق الدنيا و نظبط القعدة عشان نبتدي مذاكرة و يبتدي الحوار كالأتي:
أنا : يلا يا حبيبي عشان نذاكر.
ابني: أنا مش عايزه أذاكر.
أنا: لأ يا حبيبي لازم نذاكر عشان بكره الامتحان و الساعة ٦ و انت هتنام كمان ساعتين.
ابني: طب أنا جعان.
أنا ( و أنا بحاول أمسك أعصابي): جعان إيه و إحنا لِسَّه مخلصين أكل ؟؟!!
ابني: ايوه بس أنا جعت.
أنا : مفيش أكل و روح هات الكتاب من الشنطة.
ابني: يووووووووه ، حرام كده أذاكر و أنا جعان.
أنا : لأ مش حرام. روووووح هاااااات الكتااااااااب!
ابني: طيب.
يروح يجيب الكتاب و هو عمال يبرطم بكلام أنا بعمل نفسي مش سامعاه عشان اليوم يعدي.
…..يغييب يغييب يغييب و لِسَّه مجبش الكتاب
أنا: يلااااا، أنت فييييييييين؟؟؟!!
ابني : ok, جاي أهوه.
….والاقيه جاي بخطوه بطيئة و بيسحف و هو ماشي بطريقه تستفز الواحد. لأن كل حركاته بتتحول للتصوير البطئ أول ماتيجي سيرة المذاكرة .
أنا: يابني مش ده الكتاب، احنا عندنا إمتحان English وانت جايب كتاب الmaths.
ابني( ولا كأني بأقول حاجه): ماما، أنا عطشان.
أنا : مفيش شرب و روووووح هات كتاب ال English.
ابني: يوووووووووه.
…..يروح يجيب الكتاب و هو برده عمال يبرطم و يدبدب في الأرض . ما علينا ، أنا مش هاتعصب. طفل برده و مش هاحاسبة علي كل حركه. المهم، يغييب يغييب يغييب برده و أنا سامعاه أصوات حاجات عماله توقع من الأوضة.
أنا : يلا يااااااابني … سنه بتجيب الكتاب.
ابني: ماما أنا مش لاقي الكتاب.
..أقوم رايحه علي الأوضة.
أنا : يعني إيه مش لاقي الكتاب ؟ دورت كويس ؟؟
ابني( بمنتهي البرود): آه دورت.
المهم ابتدي أدور عليه و طبعا ألاقيه واضح وضوح الشمس في الشنطة.
أنا ( وانا ماسكه الكتاب و أنا ببصله شذرآ) : أمال إيه ده ؟؟؟
ابني: أنا دورت في الشنطة وملقتهوش.
أنا كل ده ماسكه أعصابي ، و عماله أقول معلش أمسكي نفسك ، بلاش تتعصبي، عدي من ١ ل ١٠. خليكي cool ، احنا لِسَّه مابدأناش مذاكرة.
أنا : طب معلش ، يلا يا حبيبي عشان نذاكر بقي.
ابني: ماما ، أنا جعان و عطشان.
أنا ( الصوت أبتدي يعلي) : أنا قلت مفيش أكل و لا شرب !!! أحنا أصلا ضيعنا أكتر من نص ساعة بندور علي الكتاب و لِسَّه مابدأناش مذاكره !! يلا أفتح الكتاب عشان نبتدي.
…………….بعد ٢٠ دقيقة من المذاكرة و هو أصلا مش مركز معايا و بيبص في كل حتة في الأوضه غير الكتاب و باضطر أقول الكلام علي الأقل مرتين عشان يفهم اللي أنا بقوله …
ابني: أنا عايز أدخل الحمام
أنا : يا سلااااام ، حبك معاك تدخل الحمام دلوقتي.
ابني( براءة الأطفال في عينيه) : ايوة أنا مزنوق.
أنا( و أمري لله) : طب يلا روح بسرعة.
……قلت فرصة ، الواحد يدخل شويه علي الwhat’s app جروب بتاع المدرسه يشوف بقية الأمهات عاملين ايه في المذاكرة. لقيت كله برده عمال يشتكي من الولاد و انهم مش عايزين يذاكروا. قلت طب كويس ، يعني ابني طبيعي أهو مش مختلف عن بقية أصحابه . أومال ليه أنا اللي مكبرة الموضوع و متوترة و موتراه معايا. يمكن عشان أنا علي طول حاسة أني مقصرة معاه و دايمآ مذنوقة في الوقت. طب و هو ذنبه إيه أني بشتغل ؟؟
….المهم و أنا سرحانه في دايرة الذنب اللامنتهية، أخدت بالي ان الأمهات عاملين يتكلموا عن الMaths و قد آيه هو طويل و صعب. غريبة !! هما ليه بيتكلموا عن ال Maths كل ده و بكره أمتحان الEnglish.معقوله ؟؟؟؟ أكيد لأ؟؟؟؟ و بأيد بتترعش سألت السؤال اللي مكنتش عايزه أعرف إجابته!! “هو بكرة امتحان إيه؟” . و جت الإجابة : “MATHS”.
……………ببص جنبي مالقتش ابني !! هو فين !! كل ده في الحمام !! طبعآ بيتلكع عشان يهرب من المذاكرة وفي ثانية كان مستوي التوتر وصل للذروة و ابتديت أناديه وأزعق و أدور علي الكتاب و أبص علي الساعة و أحسب فضلنا قد ايه علي معاد نومه و أشوف هنذاكر ازاي في الوقت اللي فاضل. و مع هدوء أعصاب و لا مبالاة ابني بالوضع الحالي، تحولت لست مجنونة عماله تزعق مع أني عارفه انه مش ذنبه وإني أنا اللي مركزتش و مع إحساسي إن شغلي هو السبب في عدم التركيز ده ، ابتديت أزعق أكتر. و بقيت أنا و جارتنا الشعنونة بنرد علي بعد في الزعيق كأن في مسابقة خفيه مابينا للصوته أعلي.
و فجأة سكتت و استغربت نفسي. أنا ازاي أتحولت لنسخة من جارتنا اللي كنت عماله اتريق عليها؟ ازاي بقيت شعنونة كده؟؟
و هنا حضرني المثل اللي بيقول :
تعرف فلانة؟….اه
شوفتها و هي بتذاكر لعيالها ؟…. لأ
يبقي متعرفهاش!
Photo credit: Bigstock
مواضيع أخري اخترناها لك:
أنا وبنتي وواجب العربي
ابني متأخر دراسيا!