قرار الطفل التاني – التطور الطبيعي للحاجة الساقعةPosted by on

الطفل الثاني

كتبت مها جاد:

الي كل أب و أم بيفكروا يجيبوا طفل تاني..

الطفل التاني عندنا زي حاجات كتير في مجتمعنا “the default” أو التطور الطبيعي للحاجة الساقعة. أول ما الطفل الأول يبدأ يعمله كام حركة أو يقول كام كلمة  يبدأ الأهل و الأصحاب و المعارف و البواب و الكوافيرة  و الشغالة و أي شخص معدي يسألك أو يدعيلك بانك “تخاويه او تخاويها” في أقرب فرصة.

 

من تجربتي الشخصية الطفل التاني ده عمل تحول أكبر ما كنت متوقعة في حياتي، شخصيتي، ديناميكيات الأسرة وأسلوب الحياة عامة.  وأنا باخد القرار كنت بفكر في الطفل التاني لوحده ، مش أني هكون أم لاتنين في نفس الوقت. و دي نقطة مهمة جدا. لان متطلبات الأول هتفضل موجودة بالظبط زي ما هي و هتزيد عليها متطلبات جديدة، و هنا معادلة ١+١ =٢ مش هتمشي زي ما كنت فاكرة. هو حجم المسئولية و الضغط و المجهود مضروب في تلاتة أو أكتر. وده لأسباب كتير أبسطها إن معظم الوقت الأم بتحتاج تكون أم بكامل خصائصها لاتنين في نفس اللحظة و هي لسة كائن واحد لا يقوي علي الانقسام.

 

قدوم الطفل التاني حول مظهري و شخصيتي و نبرة صوتي من أم تظن نفسها كيوت و رقيقة سعيدة بابنها بتضحك علي أي حاجة بيعملها منهالة عليه بالكاميرا لتأخذ صورة ليها معاه فكل فرصة، الي أم ماشية و احساسها انها جرة وراها أورطة عيال ، بتتفادي أي حاجة ممكن تخلي الموقف يخرج عن السيطرة و بتستني الكام ساعة بتوع بليل بعد ما يناموا عشان محدش يطلب منها حاجة.

 

الحركة بطفل كوم (و كنت فاكراها من أصعب الحاجات اللي بتحصلي كأم) و الحركة بطفلين كوم تاني خالص. علي مستوي الأسرة ، إنك تطلب مساعدة حد يقعد بابنك أو بنتك عشان تنزلوا تتعشوا ولا  تخرجوا مثلا مش زي ما يبقوا اتنين. لو الأم نفسها تشتغل وعندها طموح وظيفي ولا مشاريع هتحتاج وقتها، الطفل التاني هيأخرها أكتر و هيخلي التوفيق بين شغلها و أسرتها أصعب.

 

بس الطفل التاني ليه حلاوة تانية خالص مختلفة أوي عن تجربة الطفل الاول…

تخيل نفسك أول مرة تدوق القهوة مثلا و الطعم جديد عليك؟ الناس كلها بتحب القهوة و بتقول إنها حلوة أوي و بتحسسهم بالفوقان مثلا أو السعادة، فهتحاول تحس زيهم ، و هتفكر ايه الجميل في طعمها و بعدين ممكن تقنع نفسك انك مبسوط أوي زي كل البشر دي اللي بيقولوا عالقهوة انها فظيعة و انهم ما يقدروش يعيشوا من غيرها.. طب تخيل نفسك بقة لو بتحب القهوة و أنت بتعملها و عارف طعمها كويس أوي ومستني الإحساس الجميل مع أول شفطة. هو ده بالظبط احساسي كأم بالطفل التاني ، عارفة و متوقعة بالظبط ايه اللي بيحصل و مستنية حاجات حلوة أوي عارفة انها بتبسطني. فاكرة كويس أوي أول ما جابولي ابني التاني بعد الولادة و أنا مستنية أشيلة وأرضعه لأول مرة واشم ريحته واحضنه. اخدته بكل ثقة و ثبات ، متمكنة جدا و مش قلقانة و محتاسة زي أول مرة و بإبتسامة عريضة و مثالية زي الأمهات اللي في إعلانات نيدو و بامبرز رضعته و أنا كلي سعادة و حب بس.. عارفة كويس أوي إيه اللي بيحصل و مشاعر الأمومة ملياني من غير تفكير كتير ومن غير توهان التجربة الأولي. كونك إنك عارفة إيه اللي بيحصل و هيحصل بيخليك تحط كل حاجة في حجمها زي انه يعيط، يصرخ، يقع، يسخن ، يرجع ، يرفض الأكل أو الرضاعة..الخ الخ. و ده كمان بيقلل أوقات القلق و التوتر و الحوسة و بيفضي دماغك أكتر للإستمتاع بالطفل التاني و مراحل عمره.

من الاخر الواحد بيعتني بالطفل التاني بالطريقة اللي عايزها واللي بيختارها بعد تجربته الأولي من غير تدخل أمة لا اله الا الله و نصايح الجيران و المعارف و الشغالة و الكوافيرة وأي حد ركبتي معاه المترو، و ده بيقلل الضغط علي الأم إنها تبقي عايزه تعمل الصح و يخليها تستمتع أكتر لانها عارفة إن كله محصل بعضه.

 

دي مش دعوة ضد أو مع قرار الطفل التاني، دي دعوة للتفكير بتأني  يعني إيه أجيب طفل تاني. الموضوع ليه مميزات و عيوب. و مش شبه الطفل الاولاني. و مش “default” , لإن كل العبارات بتاعة الطفل الوحيد هيطلع أناني ووحيد و نفسيته وحشة فلازم تجيبيله اخوات، أو إن العيال عزوة، أو كلنا جبنا عيال و طلعوا زي الفل أوحنا عايشين أهو و الكلام ده مش بالسلاسة اللي بيتقال بيها خالص.  و أهم نقطة بقة: أنت عايز طفل تاني فعلا و مستعد تديله كل اللي هيحتاجه ولا هو مجرد تطور طبيعي للحاجة الساقعة؟

 

 

تربية

اترك تعليقاً