حسنة فى جسمى يعنى رضا ربى !!!Posted by on

حسنة فى جسمى يعنى رضا ربى

زمان أقنعنى أمى و أبويا ، إن الحسنة اللى تظهر فى جسمى ما هى إلا رضا من ربنا عن حاجة حلوة عملتها فكافئنى بيها ربى فى شكل حسنة و كان بديهى بالنسبة لى ربط الاسم اللى هو الحسنة بالفعل الحسن اللى أنا عملته ، فضلت أنا تلك الفتاة المقتنعة بتلك الرواية لحد ما دخلت الجامعة ومش فاكرة تفاصيل معرفتى بالحقيقة إن الحسنة ملهاش أى علاقة بفعلى ، ولا أصلاً برضا ربى و كانت الصدمة …. طا طا طا! تحولت من بنت عاقلة كده فى الجامعة لطفلة عندها خمس سنين فجأة قالولها مفيش جنية سنان مثلاً – و لنا فى جنية السنان حديث – المهم رفضت بشدة هذا الكلام و توجهت لأواجه أمى و أبى و ازاى عملتوا فيا كده السنين اللى فاتت يا ناس ، ده أنا كنت أبص على كل حسنة و أقول “واو أنا أكيد عملت حاجة ربنا راضى عنها” و أفضل أفكر يا ترى يا هل ترى إيه اللى عملته ، بعد كل التفكير ده تقولوا إن الحسنة ما هى إلا حاجات كده جلدية ، أكيد انتوا غلطانين ده حتى اسمها حسنة و إلى وقتنا هذا و على الرغم من معرفتى بالحقيقة القاسية إلا إنها أحد أكثر الحقائق انكارناً من ناحيتى ، نفسى أحكى لأبنى قصة الحسنة اللى هى رضى ربى بس خايفة الولد يكبر يتصدم زى أمه يا حرام ..

 

سألت أصحابى أهلك أقنعوكوا بإيه و انتوا صغيرين على غرار جنية السنان و واضح جداً إنى مكنتش لوحدى اللى بيضحك عليا، الإجابات قمة فى الكوميديا و أكدتلى إن مش خيال الأطفال بس هو اللى واسع لا ده كمان خيال أهلينا – عذرا أبى و أمى وعذراً أهلنا – القصص اللى سمعتها تضحك جداً و منها اللى قالت إن أهلها أقنعوها إن اللى مش بيخلص أخر معلقة فى أكله بتزعل علشان هى عايزة تروح لأخوتها فى بطنك ، و طبعاً ما ننساش العصفورة اللى كل البيوت كانت بتقتنيها ، العصفورة اللى بتحكى لماما و بابا كل حاجة ، وفى اللى قالت إن أهلها أقنعوها إن اللى ياكل السكر، النمل يمشى على بقه و هو نايم ، و اللى يلعب بالنار لا موأخذة يعملها على نفسه وهو نايم ،  ده أنا جدتى رحمة الله عليها أقنعتنى إن فيه حاجة اسمها الأشكيف بيخوف الأطفال اللى مش بيسمعوا الكلام – ليه كده يا نانا؟ ده أنا لحد دلوقتى بخاف من كلمة أشكيف…

 

قصص و حكايات أكيد مش هتخلص و كلها شكلت جزء من طفولتنا ، و أكيد كبرنا و اتصدمنا إن لا فيه جنية سنان و لا حسنة ليها معنى ولا عصفورة بتيجى البيت تحكى لماما و بابا بس فضلت الحكايات دي جزء مننا.

أهلينا ليه عملوا كده مش عارفة ، يمكن ديه كانت أبسط طريقة يغرسوا فينا حاجة حلوة – إلا موضوع الحسنة ده أنا مش مسامحة فيه –  لكن ده سؤال مهم و مطلوب منك عزيزى القارئ و عزيزتى القارئة التوجه لوالديك و أسألهم أسباب اختلاقهم تلك القصص ، بس السؤال الأهم فى تربيتك لأولادك أو حتى لأولاد اخواتك أو أى أطفال بتتعامل معاهم هل بتلجأ للنوع ده من القصص ، فكروا كده قولتوا لولادكم إيه مستوحى من قصص اللا واقع اللى أهلينا حكوها لينا و ممكن فعلا تكرر تجربة أهلك بس والله انا خايفة جيل اليومين دول هو برده اللى يضحك علينا و نبقى الجيل اللى اضحك عليه من الأباء و العيال ….

 

فتكوا بعافية 🙂

 

يمني جاد

 

مواضيع أخري اخترناها لك:

 جدتي والزمن الجميل

علي الحلوة والمرة

 

Photo credit: Bigstock

 

الصالون

اترك تعليقاً