حتى لا يمضي هذا العام سريعًا مثل الذي قبله بدون أن تحَقِّقي أهدافك، لا بُدّ أن تسعى. والكثيرون يحِبّون مع بداية العام الجديد أن يخْتَلوا بأنفسهم، ليراجعوها، ويعيدوا ترتيب أوراقهم، ويخَطِّطون للعام القادم من حياتهم. إذا كنتِ لم تجلسي مع نفسِك هذه الجلسة فأنصحكي أن تفعلي، وإن كنتِ قد قُمْتي بذلك بالفعل ففي هذا المقال أقدم لكِ بعض النصائح التي تعينكِ على تنفيذ خُطَطكِ وتحقيق أهدافكِ.
- صححي صورتك أمام نفسك:
بقَدْر ما يهم تحديد الأهداف الواضحة ووضع الخطط المحكمة، بقدر ما يهم –أو رُبّما حتى تفوقهما أهميّة- صورتكِ أمام نفسكِ، أي أفكاركِ عن نفسِك ومشاعرِك نحوها. فهل تتوقعين مثلًا من الإنسان الكارِه لنفسه، المُحْبَط منها، والذي يرى نفسه كسولًا أو فاشلًا أن يقدر على تحقيق أهدافه؟
إن هذه الصورة السلبيّة تستنزف طاقته وتعيقه عن التقدم. وعلى العكس، الشخص المتقبل لنفسه بنقاط ضعفها، ويرى نفسه قادرًا على النجاح يكون أقرب إليه بالفعل.
ولتصحيح صورتكِ الذاتيّة، اجلسي مع نفسِك، واكتبي كيف ترين شخصيتك، ثم راجعي مدى صِحّة هذه المعتقدات عن نفسِك، لتستبدلي معتقداتك الخاطئة والسلبية بأُخرى إيجابية. وإذا شعرتي أن البداية صعبة، فاستعيني بصديقة مقربة، أمينة، وقادرة على الاستماع والتفهم بلا لوم أو تعجل في النُصْح.
- التوازن:
كل إنسان يقوم في الحياة بأدوار عديدة (أم أو أب، طالبة، موظَّف أو صاحب عمل، ابنة،… إلخ). اكتبي قائمة بالأدوار التي تقومين بها، أو التي توَدّين القيام بها العام القادم، وحَدِّدي أهدافًا لكل دور. ربما يكون لدور ما الأولويّة في فترة من الفترات، وهذا طبيعي. فالتوازُنْ يعني أن يأخذ كل دور الحَجْم الذي يستحِقّه من وقتِك وجُهْدِك، وليس بالضرورة أن تتساوى الأدوار فيما تتطَلَّبه من موارِدِك.
- التركيز:
يقولون أن “صاحب بالين كدّاب”، وأن “الطمع يقل ما جُمِع”. وقتكِ محدود ومجهودكِ كذلك، لذا عليكي أن ترَكِّزي على عدد محدود من الأهداف حسب ما تسمح به قدراتكِ وظروفكِ. أحيانًا نتعَجَّل، ونشعر كأننا نريد أن نفعل كل شئ الآن، وأننا لا يمكن أن نؤجِّل أي شئ، ولكن التشتت سيضيع وقتك، ويبدد طاقتك فلا تصلي إلى شئ. أحيانًا نقع في فخ أن هذا الهدف لا يحتاج تركيزًا كبيرًا، وأن هذا لا يحتاج سوى وقت قليل، وأن ذاك سيتطلب تركيزًا في البداية فقط… إلخ، ثم نُفاجأ بقائمة أهدافنا وقد امتلأت بعدد كبير جدا وربما معظمها قليلة الأهمية. حتى لا تقعي في هذا الفَخْ، رَتِّبي أولويّاتكِ ورَكِّزي على أكثرها أهميّة:
- ما هو أهم دور بالنسبة إليكِ العام القادم؟
- من القائمة السابقة (أهداف كل دور)، ما هي أهم 10 أهداف بالنسبة إليكِ العام القادم؟
- الصُحْبة الصالِحة:
أحيطي نفسكِ بأُناس مُحِبّين وإيجابيّين. لا يهم أن تكون أهدافكم مختلفة، ولكن المهم حالة الإيجابيّة التي تسود بينكم، حيث تأخذون بأيدي بعضكم عندما تمُرّون بفترات إحباط أو فتور، وترفعون هِمّة بعضكم عندما يرى كل واحد غيره يتقدم مُتَحَدّيًا الصِعاب. وفي المُقابِل، تجَنَّبي الأشخاص المُحْبِطين الذين لا يحِبّون لكِ الخير، أو الذين ينظرون إلى الحياة بطريقة سلبيّة.
- حفزي نفسكِ:
- احتفلي بالنجاحات الصغيرة التي تأخذكِ نحو هدفِك. الحياة رحلة وليست محطة و قومي أيضا بكتابة قائمة بإنجازاتِك لتحفزك.
- الشغف: أحيانًا الطريق للهدف يكون غير مُمْتِع. تذكَّري هدفكِ النهائي والدوافع التي حَفَّزتكِ على أن تخطي نحوه في الأصل.
- ابحثي عن السبب الذي يثبطك ويستنزف طاقتك الإيجابية وتعاملي معه، ربما يكون حديث ذاتي سلبي، أو شعور بالملل.
- طريق الألف ميل يبدأ بخطوة:
اخطي نحو هدفكِ كل يوم خطوة ولو صغيرة. سيري نحو هدفكِ ولو ببطء. وحتى يمكنكِ القيام بذلك، قَسِّمي الهدف الكبير إلى أهداف أصغر حتى يسهل عليكي دَمْجها في خُطَطِك الشهريّة والأسبوعيّة وحياتِك اليوميّة. لمُدّة 3 دقائق اكتبي كل الطرق التي يمكن أن تساعدكي على الوصول إلى هدفك بدون حكم عليها، ثم اختاري منها ما يناسبكي، وادمجيه ضمن خططك.
- استلهمي دروس النجاح من نفسِك ومن الآخرين:
تعَلَّمي من أخطائِك ومن إنجازاتِك أيضًا. اسألي نفسكِ، لماذا نجحتي في تحقيق هذا الهدف؟ ولماذا فشلتي في ذاك؟ اقرأي قصص النجاح والسِيَرْ الذاتيّة، وتعَلَّمي من هؤلاء الذين حَقَقوا الأهداف التي تسعين إليها.
- كوني مَرِنة:
استعِدّي للمفاجآت والعَقَبات بوَضْع خُطَط بديلة. تمَسَّكي بأهدافِك وليس بالخُطَط. عَدِّلي أهدافكِ. أعيدي ترتيب أولويّاتكِ. تحَيَّني الفُرَصْ الجيّدة التي يمكن أن تفيدكي حتى وإن لم تكن في خُطَّتِك.
- اكتبي:
اكتبي أهدافكِ. قومي بكل التمارين المُقْتَرَحة في هذا المقال بالكتابة. في كتاب “التعافي وحُب الله”، يقول المؤَلِّفان: “الكتابة تزيد من وضوح أفكارك ومشاعرك أمامك. تذكَّر أن الوضوح لا يأتي قبل الكتابة! فلا تتجَنَّب الكتابة، لأنك لا تعرف ماذا تكتب؟ وماذا لا تكتب؟ اكتب كل ما تشعر به أو تفكِّر فيه، وسوف تساعدك الكتابة على استيضاح أفكارك ومشاعرك. لا تحاول أن تحذِف، أو تضيف، أو تلعب دور المُحَرِّر لِما تكتب.. فقط اكتب! اكتب أي شئ. لن يراجع أحد ما تكتبه، ولن تُنْشَرْ هذه اليوميّات في الجريدة الصباحيّة! عندما تكتب سوف تندهش، كيف يتزايد الوضوح بينما تكتب!”.
هُدى الرافعي
المصادر:
كتاب Your best year yet، Jinny S. Ditzler
كتاب مهارات الحياة، أوسم وصفي، دار الأمين للنشر والتوزيع
مواضيع أخري اخترناها لك:




اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.