الفصل السابع مشاكل الأنفPosted by on

أمراض أنف الطفل

الشخير عند النوم

تتحدث الأم إليّ في منتصف الليل في انزعاج شديد لصدور أصوات مزعجة من حجرة الصغير قد لا تصدقها إذن الأم لأن الصوت يشبه صوت شخير رجل كبير، والصغار أيضًا يصابون بالشخير عند النوم، بالذات عند الإصابة بالزكام أو الحساسية أو التهاب اللوزتين، والشخير الذي يشبه صوت نشر المنشار ينتج عادة عن تضخم اللوزتين واللحمية وسقف الحلق، مما يغلق مجرى الهواء جزئيًا ومن المفروض ألا يستمر الصغير في الشخير بعد أن يشفي من هذه الأمراض واستمرار الشخير يعني استمرار غلق مجرى الهواء، وكلما زاد عمق الصوت يجب أن تعرف الأم أن مجرى الهواء منغلق أكثر.

والآن قبل استشارة الطبيب علينا عمل الآتي:

أولاً: استعمال محلول الملح أو الغسول الأنفي ومن الممكن عمل هذا المحلول في المنزل بإذابة ربع ملعقة شاي من ملح الطعام في كوب ماء كبير بعد غلي الماء لتعقيمه ثم تبريده، وتستعمل سرنجة بدون سن في دخول المحلول الملحي إلى الأنف لغسل الأنف وهذا سوف يقلل من الاحتقان وبالتالي الشخير.

ثانيًا: استعمال نقط الأنف المخصصة للأطفال وهي نقط مضادة للاحتقان.

ثالثًا: على الأم تفادي المنتجات التي تحتوي على مضادات الهيستامين والتي تحدث تهدئة شديدة وقد يؤدي استعمالها إلى الشخير عن طريق تراخي العضلات والأعصاب وبالذات عضلات الحنجرة والحلق.

رابعًا: اتباع الأوضاع الصحية للنوم مما يساعد على فتح مجرى الهواء وذلك بالنوم على أحد الجانبين مع رفع الرأس قليلاً على مخدة صغيرة.

متى نلجأ للطبيب؟

إذا كان الصغير ينام في قلق وتأتي نوبات الشخير في فترات بينها حوالي نصف دقيقة ثم يعود الشخير، أي لها طابع متكرر فقد يكون هذا عرضًا لتوقف التنفس مما يسمى بتوقف التنفس عند النوم، وهذا المرض خطير يحتاج إلى علاج، وقد يكون هذا المرض بسبب التضخم الشديد في اللوزتين واللحمية.

ويجب علينا اللجوء للطبيب أيضًا إذا أدى هذا الشخير إلى عصبية وحركة شديدة في اليوم التالي مما يتعب الصغير نفسيًا.

عند ملاحظة لنقص في معدل النمو، فمشاكل التنفس التي تؤدي إلى الشخير، تؤدي أيضًا إلى نقص في الشهية، لأنه من الصعب ابتلاع الطعام والتنفس في نفس الوقت، فمعظم طاقة هؤلاء الصغار تضيع في محاولات التنفس السليم، بالذات أثناء الليل، وبالتالي سيؤدي هذا إلى نقص في النمو.

عندما يتأثر حديث الصغير ويبدوا كمن يتحدث وفمه مليء بالطعام.

عندما يشكو الصغير من عدم التركيز في المدرسة، وذلك لتأثرة بمشاكل النوم، والتنفس، وفي الغالب سينصح الطبيب بإجراء جراحة لإزالة اللوزتين واللحمية. ويعود الصغير طبيعيًا مرة أخرى.

النزيف الأنفي

يأتي إليّ صوت الأم المذعورة بقولها: فجأة استيقظ الصغير في منتصف الليل وملابسه غارقة ووجهه غارق في الدماء، وهي تصرخ والصغير يصرخ لإحساسه بأن هناك مذبحة أمامه. إهدئي يا صديقتي الأم، ففعلا المنظر مخيف للطفل ولمن حوله، فهذا الأنف الدقيق الصغير كيف تأتي منه كل هذه الدماء الغزيرة، ولكن نزيف الأنف عادة من الأعراض المتكررة، ولكن تعالج بسهولة، وأسبابه تكون عادة خبطة على الأنف أثناء اللعب، أو “النف” الشديد أثناء الزكام، أو العادة السخيفة المتكررة في بعض الصغار وهي عادة اللعب داخل الأنف بالأصبع الصغيرة.

والآن: الإسعافات الأولية هي:

أولاً: تهدئة الصغير (بعد تهدئة نفسك أولاً وهذا يكون أحيانًا صعبًا) لأن الصغير يستشف قلق الأم عليه، ومن الممكن أن يدخله هذا في حلقة مفرغة من القلق والتوتر، وعلى الأم إقناع طفلها أن النزيف ليس خطيرًا ومن الممكن إيقافه بسهولة شديدة.

ثانيًا: استعمال نقط للأنف بها مادة قابضة للأوعية الدموية مثل: الإفزين أو الأوترفين، وهذه النقط تساعد أيضًا على تكوين قشرة مكان الجرح، إذا كان هناك جرح.

ثالثًا: يجب أن يجلس الصغير على كرسي معتدل أو على أرجل الأم مع إغلاق فتحة الأنف من أعلى لمدة عشرة دقائق وهذا سيجعل الأوعية تنقبض ويقف النزيف، ويجب عدم إرجاع الرأس للخلف كما تفعل بعض الأمهات حتى لا ينزل الدم من الأنف إلى حلق الصغير وهذا من الممكن أن يسبب السعال، ولكي لا يقوم الصغير أيضًا بابتلاع الدم مما يجعله يتقيأ.

رابعًا: عليك استعمال الثلج أو الماء المثلج على الأنف من الأمام أو على الرقبة من الخلف وهذا أيضًا سيساعد على انقباض الأوعية الدموية.

خامسًا: لنشغل الصغير بالكلام، أو نقص عليه قصة صغيرة أو حتى نجعله يشاهد برنامجًا تليفزيونيًا مفضلاً.

متى نستشير الطبيب؟

إذا كان هناك ميل للنزيف في أماكن أخرى غير الأنف، بالذات إذا تكررت إصابة الصغير بخبطات يأتي معها نزيف تحت الجلد فيجب التفكير في أن النزيف الأنفي إشارة لشيء أكبر إلا وهو مرض من أمراض سيولة الدم فتلجأ الأم للطبيب عند:

أولاً: عدم توقف النزيف بعد الإسعافات الأولية.

ثانيًا: استمرار النزيف لمدة تطول أكثر من ربع ساعة.

ثالثًا: تكرار النزيف الأنفي كثيرًا.

رابعًا: أن تحدث صعوبة في التنفس مع النزيف الأنفي.

خامسًا: النزيف من أماكن أخرى مثل: اللثة أو الأسنان.

سادسًا: النزيف الأنفي الذي يحدث بعد خبطات الرأس.

والآن يجب على كل أم معرفة طرق الوقاية من النزيف الأنفي:

أولاً: تحاشي أن يلعب الصغير في الأنف من الداخل، وعلى الأم التأكد من قص أظافر الصغير الحادة، وأما الصغير الذي يطلق عليه اللاعب في الأنف فيمكن إلباسه قفازًا على الأيدي حتى لا يقوم بجولاته الاستطلاعية في داخل الأنف أثناء النوم.

ثانيًا: عدم استعمال الدفايات أثناء موسم الشتاء بدون أن يكون هناك مصدر للرطوبة، وذلك لأن جفاف الحجرة يساعد على حدوث النزيف في الأطفال الصغار الحساسين، ومن الممكن جعلهم يستنشقون بخار الماء قبل النوم.

ثالثًا: عند تكرار حدوث النزيف الأنفي من الممكن استعمال الغسول الأنفي المكون من محلول الملح الطبيعي الدافئ ويغسل به أنف الصغير بعد وضعه في زجاجة بخاخة الأنف.

رابعًا: مراقبة الصغار أثناء اللعب حتى لا يلجأوا للعب العنيف فهذا يمثل ضغطًا على الأوعية الدموية ويزيد من النزيف.

هذه الحنفية المفتوحة

طبيبتي… إبني عند بدء الشتاء دائمًا يأتي إليّ وأنفه الصغير يبدو كالحنفية المفتوحة والتي ينزل منها ماء متدفق.

ماذا أفعل؟

إذا دخلنا إلى أي حجرة في إحدى مدارس أو حضانات الأطفال، سنجد أن أغلب الصغار تسيل أنوفهم، وهذا منظر مألوف، وعادة يغلب عدد الصغار ذوي الأنوف السائلة، على الآخرين ذوي الأنوف الجافة، وهذه الحنفية المفتوحة هي من أعراض البرد العادي، ونسبة حدوث البرد العادي في الشتاء في أي صغير حوالي سبع أو ثماني مرات، وانتشار فيروسات البرد العادي تتم عن طريق أيدي الصغار والكتب التي تمتد إليها أيديهم، وفي اللعب أيضًا، وهذا يضاعف عدد المصابين من الصغار وليست فيروسات البرد العادي فقط هي المتهمة ولكن هناك نسبة من الصغار حساسين للهواء البارد والأتربة، وشعر الحيوانات، أو حبوب اللقاح في موسم التزهير.

والأنف السائل والمخاط الذي يسيل منه علامة صحية تدل على دفاع الجسم عن نفسه، فهذا المخاط من الوسائل الطبيعية لغسل الأنف وتطهيره، وهذا السيل المتدفق خارج الأنف يساعد على التخلص من البكتريا والفيروسات والأتربة وبقايا الأنسجة المصاحبة للالتهابات ولكن ما زاد عن حده انقلب إلى ضده.

فماذا نفعل عندما يسبب هذا المخاط الإزعاج للصغير وللأم قبل استشارة الطبيب؟

أولاً: علينا تشجيع الصغير على استعمال المناديل الورقية للأنف ثم التخلص منها في القمامة.

ثانيًا: عودي الصغير أن يغسل يده بعد استعمال المناديل الورقية حتى لا ينقل العدوى.

ثالثًا: بعد استعمال المناديل الورقية علينا وضع مادة مثل زبدة الكاكاو على شفاه الطفل حتى لا يشعر بالألف بعد النف.

رابعًا: استعمال نقط محلول الملح الطبيعي لمساعدة غسل الأنف، ولوضع النقط في الأنف من الممكن أن يستلقي الصغير على الفراش، وتوضع رأسه على حافة الفراش حتى تصل النقط كلها إلى الأنف.

خامسًا: في الأيام الباردة علينا وضع مناديل أو إيشارب على أنف الطفل وذلك لتدفئة الهواء البارد قبل الدخول للأنف الحساس.

والآن متى تستشير الطبيب؟

عند حدوث هذا العرض مع الارتفاع الشديد في درجة الحرارة أو الامتناع عن الطعام، أو حدوث السعال، وأيضًا إذا ظل الزكام وسيولة الأنف لمدة أكثر من أسبوعين، أو عند تلون مخاط الأنف باللون الأصفر أو الأخضر قد يحتاج للعلاج بالمضادات الحيوية وهنا يأتي دور الطبيب للعلاج.

آآآتشوو

طبيبتي… خلاص زهقت، إنه طول الوقت مزكوم، طول الوقت «بيكح»

يأتي إلي صوت الأم عبر التليفون وبه نبرة توتر لتكرار أدوار البرد والزكام… ولا أتهم هذه الأم بالمبالغة ولكن فعلاً هناك بعض الصغار لا يمر الشتاء عليهم دون تكرار هذه الأعراض مع عدم وجود فترات يكون فيها سليمًا تقريبًا.

لنعرف معًا يا صديقتي الأم أن هناك حوالي مائتي فيروس من الممكن أن تسبب أعراض الزكام والبرد.

وفيروسات البرد العادي فيروسات قوية تستطيع أن تحيا ساعات وساعات على الملابس والأيدي والأسطح المختلفة وتستطيع أن تحيا حتى في الهواء الطلق، ولذا فالصغير معرض لاحتواء هذا الفيروس في كل مكان، ولذا فمعدل إصابة الطفل العادي بهذه الفيروسات حوالي ست أو سبع مرات في السنة الواحدة.

ودور الزكام والبرد العادي يمكث حوالي سبعة أيام، وتكون أعراض خفيفة عبارة عن رشح بالأنف مع عطس وكحة خفيفة وحكة بالحلق، ومن الممكن أن تكون هذه الأعراض مصحوبة بارتفاع طفيف في درجة الحرارة.

ولتطمئن الأم أن هذه الأعراض قلما يكون لها مضاعفات، وحتى دون تعاطي أي علاج أو دواء يتغلب الصغير على هذه الأعراض بمناعته ومقاومته الطبيعية وبالمناعة المكتسبة ولكن مع معرفة هذا يجب ألا نهمل هذه الأعراض وعندما نقول إن فيروس البرد ليس له علاج لأن المضادات الحيوية تعالج البكتريا التي تسبب التهاب الأذن الوسطى أوالتهاب اللوز الصديدي ليس معناه أن الأم لا تعطي أدوية.

ولكن عليها إعطاء علاج للأعراض ا لموجودة، والتي تسبب إزعاجًا للصغير، ومعًا سوف نحاول التغلب على هذه الفيروسات المزعجة قبل استشارة الطبيب بالآتي:

أولاً: ارفعي مناعة طفلك بالرضاعة الطبيعية، فبها تعطي الأم الصغير هدية مناعية تحميه ضد الفيروسات التي قابلتها من قبل وكونت هي ضدها أجسامًا مناعية ولذا فالطفل الذي يرضع من ثدي أمه معدل مرضه بالبرد والزكام أقل بكثير من الذي يرضع رضاعة صناعية.

ثانيًا: علاج ارتفاع درجة الحرارة

إذا كانت الحرارة مرتفعة ارتفاعًا طفيفًا، فعلينا عدم استعمال أية مخفضات، لأن ارتفاع درجة حرارة الجسد يحرك جهاز المناعة مما يساعدالجسم على الدفاع عن نفسه ضد العدوى، ولكن إذا اشتكى الصغير من إحساسه بارتفاع درجة الحرارة فعليك استعمال مضادات الحرارة الآمنة مثل مركبات الباراستامول، والاسيتامنتوفين مثل الأبيمول، والبارمول والتايلينول والسيتال.

ولتحذري يا صديقتي الأم من إعطاء مشتقات الإسبرين فإن الطفل المصاب بأي فيروس معرض لحدوث تفاعل قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة بالمخ عند استعمال هذه المركبات.

ثالثًا: من الممكن علاج احتقان الأنف وما حوله والصغير قد لا يضايقه الرشح نففسه بقدر ما يضايقه احتقان الجلد حول الأنف والذي يحدث من كثرة استعمال المناديل الورقية وتكرار “النف” ولذا من المستحب أن نحيط الأنف بطبقة من الفازلين الطبي.

رابعًا: اكثري من غسل أيدي طفلك حتى الرضيع؛ لأن انتشار الفيروس يكون عن طريق الأيدي التي يظل عالقًا بها، ويجب علينا استعمال الصابون عند الغسل وعدم الاكتفاء بالماء ومن منا لا يتذكر كراريس المدارس القديمة وعلى غلافها النصائح الجميلة ومنها اغسل يديك قبل الأكل وبعده.

خامسًا: قد يسبب الأنف المسدود متاعب كثيرة بالذات للطفل الرضيع والذي يضايقه وجود المادة المخاطية اللزجة في الأنف ويدفعه للتنفس من الفم، ولذا عند الرضاعة من الأم أو من البزازة سيعاني الطفل وننصح باللجوء للوسيلة السهلة التقليدية وهي وضع نقط محلول الملح الطبيعي في فتحة كل أنف ونقط محلول الملح الطبيعي من الممكن الحصول عليها من الصيدلية ومن الممكن أيضًا صنعها في المنزل بطريقة سهلة بوضع ربع ملعقة صغيرة من الملح على فنجان من الماء الفاتر وتقليبها جيدًا، وبعد وضع المحلول في أنف الصغير غالبًا يقوم بالعطس، وإخراج المخاط العالق، ومن الممكن أيضًا استعمال شفاط طبي صغير ولكن دون اللجوء للعنف.

سادسًا: اكثري من إعطاء طفلك السوائل الدافئة مثل النعناع وشيح البابونج (الكاموميل) والشوربة الدافئة المغذية وذلك لأن السوائل الدافئة تساعد على تقليل الاحتقان وتساعد على إحساس الصغير بالراحة في منطقة الحلق.

سابعًا: أنا أعلم أن السعال يضايقك ولكن لا تحاولي يا صديقتي الأم إيقاف السعال نهارًا لأن السعال وسيلة سهلة من وسائل الحماية ضد البكتريا وعن طريقه يقوم الجسم بطرد الشوائب والميكروبات من الرئة ولذلك اسعدي بسماع سعال صغيرك بالنهار، ولكن القصة مختلفة أثناء الليل، فالصغير يحتاج للراحة لأن السعال غالبًا يوقظه ويقلق نومه ولذا قبل النوم علينا إعطاء دواء أو لبوس مسكن للكحة مؤقتًا حتى ينام نومًا هادئًا يساعده على إعادة الكفاح ضد المرض في الصباح.

ثامنًا: سؤال تقليدي تسأله الأم وينتظر إجابته الصغير في شوق هل يذهب الطفل إلى المدرسة في اليوم التالي؟

الإجابة هي: مطلوب الراحة في المنزل لمدة يومين فقط حتى تهدأ حرارة الصغير ثم من الممكن أن يعاود نشاطه، وأثناء الراحة في المنزل يجب عليك ألا تقومي بالضغط على الصغير للاستذكار فهذا سيرهقه ذهنيًا ويضعف من مقاومته للمرض، وكل شيء من الممكن تعويضه عند عودة صحته الطبيعية ومقاومته الطبيعية والعلم باق يا صديقتي الأم المعلمة.

تاسعًا: عقاقير الزكام والحساسية التي يصفها الطبيب وتعطيها الأم للصغير يعطي الأم إحساسًا بزوال أعراض البرد ولكن هذه العقاقير سلاح ذو حدين فهي قد تجعل الطفل يميل للنوم والعكس تمام قد يحدث، ففي بعض الصغار يميل الطفل للصراخ وعدم النوم مع تعاطي هذه الأدوية ولتعلمي يا صديقتي الأم أن هذه الأدوية لن تعجل بزوال فيروس البرد وهذا ما نقابله- نحن أطباء الأطفال- فتأتي الأم بعد أيام قليلة بالشكوى المعهودة وهي أن هذا الدواء غير قوي المفعول، وعلينا إقناعها بأن هذه الأدوية تُعطى فقط لتحسين الأعراض وكما تقول المقولة الإنجليزية: «إن فيروس البرد بالعلاج يظل أسبوعًا وبدون علاج سبعة أيام».

عاشرًا: للتحاشى عمومًا إرهاق الصغير بساعات الاستذكار الطويلة بالذات أثناء موسم الامتحانات فللأسف نظام التعليم في بلدنا الحبيب يقتل طفولة أحبائنا ويدخل الإجهاد العصبي في حياتهم حتى في أصغر مراحل التعليم أثناء الحضانة والابتدائي ينتهي اليوم الدراسي في المدرسة بأن يعود الصغير ليجد الأم أو المدرس في انتظاره لتكملة اليوم الطويل بالاستذكار والواجبات الكثيرة التي لا لزوم لها في أغلب الأحوال، ومع هذا الإجهاد النفسي يتوتر الصغير ويجهد جهازه المناعي وهذه العوامل تقوم بتمهيد الطريق للزوار ثقلاء الظل “فيروسات البرد والزكام” وتقوم هذه الفيروسات بدخول هذا الجسد المنهك الذي لا يستطيع المقاومة.

وقد يتسبب الإجهاد الجسماني أيضًا باللعب الكثير، وقد يُجهد الصغير نفسيًا عند حدوث مشاكل في المدرسة مع المدارس أو الزملاء، وكل هذا يسبب انهيارًا لجهاز المناعة فاعرفي يا صديقتي الأم ما يجهد الحبيب الغالي وتحاشيه لتتغلبي على فيروسات البرد المزعجة.

والآن متى نستشير الطبيب؟

على الأم مراقبة طفلها عند إصابته بالبرد أو الزكام، فإذا كان يأكل جيدًا وينام جيدًا مع وجود درجة حرارة عادية فلا داعي للجوء للطبيب، ولكن عند وجود ارتفاع في درجة الحرارة واستمرارها عند درجة 38 أو 38 ونصف لمدة ثلاثة أيام أو أربعة أيام. أو عند حدوث ارتفاع شديد في درجة الحرارة (39 أو 40 درجة) فعليك زيارة الطبيب فقد يكون هذا إنذارًا ببداية المضاعفات البكتيرية، وهي الضيوف التي تأتي مع الفيروسات، وعليك أيضًا استشارة الطبيب عند استمرار أعراض الرشح والزكام والسعال لمدة عشرة أيام، فقد يكون هذا إنذارًا بوجود احتقان في الجيوب الأنفية، واحتقان الجيوب الأنفية يأتي عادة بعد أدوار البرد والزكام، وهذا الاحتقان من الصعب التخلص منه لضيق هذه الجيوب وصعوبة التخلص من إفرازاتها واحتقان الجيوب الأنفية يحدث بالذات في الصغار أطفال الحضانة، ويكون السبب في استمرار الأعراض في 90% من الحالات في الأطفال تحت سن ست سنوات وهنا عادة يضيف الطبيب بعض المضادات الحيوية للعلاج. وتسأل الأم بعض الأسئلة التي سأحاول الإجابة عليها ألا وهي:

كيف يدخل فيروس البرد إلى جسم الصغير؟

يقوم الفيروس بدخول الجسم عن طريق الأنف والحلق ويحدث التهاب في الأغشية المخاطية مما يؤدي إلى الرشح وآلام الحلق.

لماذا تأخذ الأعراض مدة أسبوع إلى عشرة أيام بعلاج وبدون علاج؟

لتعلمي يا صديقتي الأم أن الأيام العشرة هي دورة حياة الفيروس في الجسم التي في أثنائها يقابله جهاز المناعة في الدم والجهاز التنفسي ليقوم بالقضاء عليه وهذا يأخذ وقتًا.

هل البرد والزكام مرض خطير؟

البردالعادي في حد ذاته ليس مرضًا خطيرًا ولكن الفيروسات التي تحدثه تقلل من مقاومة الجسم والذي يتجه للحرب عليها وهذا يمهد الطريق للمضاعفات التي تكون خطيرة مثل الالتهاب الرئوي والنزلات الشعبية بالذات الربوية.

لماذا تكون أعراض البرد والزكام مجسمة في الطفل الرضيع؟

يحيا الرضيع على ثدي الأم أو البزازة عن طريق الامتصاص، ولكي يكون الامتصاص قويًا يغلق الفم تمامًا ولا يسمح بالتهوية، ولذا في أثناء الرضاعة يكون الفم مغلقًا والأنف أيضصا مغلقًا مما يشعر الصغير بالاحتقان ويؤدي إلى تركه للامتصاص ثم البكاء جوعًا ويدور في حلقة مفرغة.

هل ينصح بالراحة في الفراش أثناء البرد والزكام؟

يعرف الصغير قدراته وعند إحساسه بالوهن والإرهاق يميل للنوم، وعندما يتحسن سيترك الفراش.

هل من الممكن معرفة حدوث عدوى ثانوية مبكرًا؟

نعم عن طريق السائل الذي يخرج من الأنف فالسائل الذي يحدثه فيروس البرد يكون شفافًا، أما إذا كان أصفر أو أخضر- بالذات- إذا كان مصحوبًا برائحة كريهة- فهذا يعني حدوث عدوى ثانوية.

القباء الفيروسية

طبيبتي: زالت أعراض البرد والزكام والآن أرى بعض البثور المزعجة حول أنف الصغير وحول الشفتين فما هذا؟

هذه البثور يحدثها فيروس يسمى بفيروس القباء وفي الطب الشعبي يطلق عليها (الحرارة) ولا يجود طفل لم يصب بهذا الفيروس قبل إتمام العام الخامس.

وتنتشر هذه الفيروسات عن طريق الأيدي والتقبيل واستعمال الفوط، أو الأدوات المشترك وعندما يقابل هذا الفيروس السخيف الصغير لأول مرة يحدث ارتفاع شديد في درجة الحرارة مع صداع وإحساس بالإرهاق الشديد، وتظل هذه الأعراض لمدة أسبوع ثم يظل كامنًا في الجسم لمدة قد تطول إلى شهور أو سنوات ليعاودنا في الظهور من آن إلى آخر ولكن عندما يقابل الصغير ثانيصا يحدث بثورًا صغيرة تنمو وتأتي بإفرازات سخيفة ثم تحدث قشرة مؤلمة جدًا تظل من سبعة إلى عشرة أيام ثم تختفي، وقد تظهر مرة أخرى عند الإصابة بأدوار البرد أو الأنفلونزا وفي بعض الأطفال والكبار أيضًا تظهر هذه البثور عند التعرض للتوتر أو الإرهاق العصبي.

والآن ماذا نفعل قبل استشارة الطبيب؟

أولاً: عند احساس الصغير بالحكة يكون هذا إنذارًا بحدوث هذه البثور في خلال 12 ساعة وأثناء هذا الشعور ننصح بعمل كمادات من الشاي، نعم شاي عادي جدًا.

فالشاي يحتوي على حمض التانيك الذي يقلل من هذه الأعراض، وننصح أيضًا بوضع كمادات مثلجة على مكان الحكة وهذا سوف يقلل من نمو الفيروس، ونكرر وضع كمادات الثلج كل ساعة لمدة 10 دقائق ومن الممكن وضع فازلين طبي على الشفة فهو يمنع الخشونة وظهور البثور.

ثانيًا: التغذية مهمة جدًا فبالرغم من إحساس الصغير بالجوع فالطعام وبالذات المواد الحمضية ستشعره بالألم الشديد، فعلينا إعطاءه سوائل كثيرة مغذية عن طريق شفاطة حتى لا يصاب بالجفاف، ومن الممكن أيضًا استعمال دهانات مهدئة للفم وبعض المواد المخدرة والتي تقوم بعزل البثور أثناء التغذية حتى لا يصاب الطفل بالألم.

ثالثًا: يجب التنبيه على الصغير بعدم لمس البثور لأنه ينقلها من مكان إلى آخر، وعند لمسها قد يلوث المكان ببكتريا ثانوية ولنشغل يدي الصغير بإعطائه الألوان والصلصال، والمكعبات وعند لمس البثور يجب علينا غسل الأيدي جيدًا حتى لا ينتشر الفيروس من مكان لآخر مثل الأنف والعين ويجب على الأم أيضًا غسل جميع الأدوات والفوط لضمان عدم تكرار العدوى.

والآن متى نستشير الطبيب؟

بالرغم من مشاكل هذه البثور والتي يطلق العامة عليها كلمة حرارة، فقلما نحتاج للجوء للطبيب، ولكن إذا كان الطفل يبلغ من العمر شهورًا قليلة أو عند حدوث العدوى لأول مرة، أو عند وجود بثور كثيرة، أو استمرارها لأكثر من أسبوعين أو حدوث عدوى في العين، فعلينا اللجوء للطبيب فورًا، والذي غالبًا سيصف أحد المراهم الذي يعمل كمضاد الفيروس القباء والذي سيصف أيضًا «كريم» به مضاد حيوي إذا كان هناك عدوى ثانوية.

 

 

د. نانسي عبد العزيز سليمان

أستاذ طب الأطفال

جامعة عين شمس

 

*جميع الحقوق محفوظة

 

عالج ابنك حتي يصل الطبيب


اترك تعليقاً