صغيري دائمًا يده في فمه ويقرض أظافره ومهما أنهره عن هذه العادة يرجع إليها، فماذا أفعل يا طبيبتي؟
صديقتي الأم.. عادة قرض الأظافر عادة سيئة جدًا والخوف منها هو أنها في أحيان كثيرة تنمو وتلتصق بالصغير وتصل معه إلى الجامعة (وأحيانًا إلى ما بعد ذلك).
فمن الضروري أن توقف هذه العادة.
ولتطمئن الأم أن معظم الصغار يتخلصون إن آجلا أو عاجلاً من هذه العادة السيئة، ولكن في بعض الأحيان يكون تدخلنا بقسوة دافعًا لتمسك الطفل بها وازدياد العناد، فلنتفهم أولاً الدافع وراء هذه العادة السيئة التي تكون عادة نتيجة لتوتر عصبي أو شعور بعدم الأمان والاستقرار، وفي الغالب هي وسيلة من وسائل الشعور بالراحة.
ولنبحث هنا عن الأسباب التي تجعل الأطفال الصغار متوترين ويقرضون أظافرهم؟
ولتتخذ الأم الخطوات الآتية:
أولاً: مطلوب التفاهم مع الصغير وتحليل أسباب قرضه لأظافره، ولنحاول أن نحكي للصغير عن آخرين كانوا يقرضون أظافرهم، وأتذكر صغيري «كريم» عندما بدأ في قرض أظافره في محاولة لتقليد أحد أصدقائه المقربين، ونبهته واعترفت له بيني وبينه أنها كانت عادة سيئة لي أنا شخصيًا وأنا صغيرة، وعرفته أنني تغلبت عليها بقوة الإرادة ففي هذا تشجيع للصغير، وإعطاؤه ثقة أنه سوف يتغلب على هذه المشكلة.
ولتسأل الأم صغيرها عند لجوئه لهذه العادة، هل يلجأ إليها عند تواجده مع الأقارب؟ أو عند التعرف على أصدقاء جدد؟ أو عند محاولة تعلم شيء جديد؟ ولا تتخيلي يا صديقتي الأم كم سيشعر صغيرك بالراحة والأمان عندما يعترف بما يدور بداخله وعما يدفعه لهذه العادة.
ثانيًا: لنقترح على الصغير حوافز ومكافآت ولتتعاقد الأم مع الصغير وتتفق معه فمثلا عند توقفه عن قرض أظافره لمدة يوم فلتكن المكافأة ربع جنيه، وهكذا، أو عند التوقف لمدة أسبوع تكون المكافأة زيارة إلى الملاهي، وعند الاستمرار في عدم قرض الأظافر لمدة شهر كامل فلتكن المكافأة ساعة جديدة ومن الممكن عمل جدول متابعة تكتب فيه الأم الأيام الناجحة التي لم يقرض فيها الصغير أظافره ولتستمر المكافآت التشجيعية عند الاستمرار في التغلب على هذه العادة.
ثالثًا: لنعالج التوتر العصبي بوسائل أخرى غير قرض الأظافر ولنعلم الصغال عند توترهم أن يحاولوا التفكير في أشياء لطيفة مثل الفسحة على الشاطئ أو التفكير في أصدقاء يحبونهم أو حفلة يريدون الترتيب لها.
رابعًا: وبالذات إذا كانت صاحبة العادة فتاة صغيرة جميلة فلتساعدها الأم بأن تقلم أظافرها وتعتني بها، بل وتضع لها طلاء أظافر حتى يشعرها ذلك بجمال أظافرها، وأنها يجب أن تحافظ عليها.
خامسًا: البحث عن بديل للأصابع والأظافر ولتكن مثلا مصاصة صغيرة، وميزة المصاصة أنها ستعطي بديلا للأصابع في الفم، ومن الممكن شغل الصغير أيضًا عن هذه العادة بإحضار أقلام للتلوين أثناء مشاهدة التليفزيون حيث تزيد العادة سوءًا أو إعطائه مسبحة صغيرة لشغل أصابعه.
وأخيرًا: من الممكن بعد أخذ رأي الصغير استعمال مادة بها مرارة مثل الصبار والذي يوضع على الأظافر حتى ينفر منها الصغير ولكن يجب استئذان الصغير، وذلك لأنه إذا تم وضعها رغمًا عنه سوف يحدث أثر عكسي.
التهتهة
صغيري لا يكمل جملة دون أن يكرر بعض الكلمات ويتلعثم كثيرًا وأنا منزعجة، ما هذا؟
لا تنزعجي يا صديقتي الأم إذا جاءك الصغير وهو يعيد الحروف والكلمات بسرعة قد لا يفهمها من يسمعه، أي ما يطلق عليه العامة التهتهة فبعض العظماء الذين غيروا مجرى التاريخ في العالم أمثال رئيس وزراء بريطانيا الشهير وينستون تشيرشيل، والعالم العبقري إسحاق نيوتن كانوا ممن يتلعثمون في الكلام، ولكن قد لا يريحك هذا الكلام، فمشكلة التلعثم قد تؤدي إلى تأثر الصغير في المدرسة وفي حياته الاجتماعية ويؤثر هذا التلعثم على ثقته واعتزازه بنفسه.
والآن لماذا تحدث هذه الظاهرة؟
ليس هناك نظرية مؤكدة تشرح حدوث ظاهرة التلعثم، ولكن من المؤكد أنها مشكلة من مشاكل الطفولة، وقد تستمر إلى أعمار كبيرة وحتى مدى الحياة، ولكن لا بد وأن تبدأ في سن صغيرة فجميع من استمروا في هذه الظاهرة بدأوها قبل سن سبع سنين.
ولكن لتطمئن الأم فالغالبية العظمى من هؤلاء الصغار يمرون بفترة تلعثم قد تطول أو تقصر ولكن بالتدريج تخف وتقل، وعلاج هذه الظاهرة ليس بالصعب، وفي أغلبية الأحيان يأتي بأحسن الثمار، ولكن كلما بدأ العلاج مبكرًا كانت النتائج أحسن بكثير، فعندما يبدأ العلاج تحت سن الخمس سنوات يشفي الطفل تمامًا، أو تبقي بعض الآثار الخفيفة والتي لا تذكر ولكن لتعلم الأم أن التلعثم الشديد قد لا يأتي معه العلاج بفائدة ت امة، ولكن العلاج يخفف من هذه الظاهرة ويساعد الصغير على مواجهة هذه العقبة حتى لا تصبح عائقًا في التعامل بينه وبين الآخرين.
والآن ماذا نفعل قبل استشارة الطبيب؟
أولاً: على الأم والأب التحدث إلى الصغير المتلعثم ببطء شديد، وتأن، لأن الصغير عندما يستمع إلى الأم والأب يتحدثان وبسرعة شديدة يحدث له هذا بعض الاضطراب والذي يزيد من هذه الظاهرة.
وعندما نتحدث نحن بالهدوء والتأني نكون مثلاً أعلى للصغير سيحاول أن يقلده.
ثانيًا: على الأم تخصيص وقت معين للاستماع إلى الصغير وليكن وقتًا محددًا مثلا: بعد الظهر أثناء شرب الشاي واجتماع الأسرة ولنستمع إلى الصغير ونساعده على إطلاق مشاعره وذلك لكي يعبر عن أي مشاعر مكبوتة في داخله قد تشعره بعدم الأمان، والتي قد تزيد من ظاهرة التلعثم، وقد تكون هذه الفرصة والتي يعبر فيها الصغير عن نفسه بمثابة العلاج المؤكد للتلعثم.
ثالثًا: عليك عدم مقاطعة الصغير بالذات أثناء كلامه عن مشكلة تؤرقه وعلينا توجيه إخوته الكبار بعدم مقاطعته والاستماع جيدًا لما يقول.. لأن المقاطعة تؤثر على حبل أفكاره وتشعره بالتوتر مما يزيد من تلعثمه.. وحتى في الأوقات التي تريد الأم فيها مواصلة عملها فعليها بالصبر الشديد لأن قيامها من أمام الصغير أثناء كلامه سوف يحبطه.
رابعًا: على الأم عدم توجيه النظر لأخطاء الصغير، وعليها أيضًا أن تحب صغيرها كما هو وليس لامتيازه أو تفوقه، وعلينا عدم ابتغاء الكمال فيه، فأعطيه بعض الحرية، وكما يقول المثل: «البيت يجب أن يكون نظيفًا كي نكون أصحاء، وبه بعض الاتساخ كي نكون سعداء» فبعض عدم النظافة مطلوب، وبعض الإهمال أيضًا مطلوب، والوقوع في الخطأ ليس نهاية الحياة.
خامسًا: عندما يبدأ الصغير في تعلم اللغة يجب علينا عدم التركيز على تصحيح الأخطاء بالتكرار أو الزن على الصغار، فلنتركهم يتعلمون اللغة تلقائيًا وبالغريزة وبالوقت سوف يصحون أخطاءهم ولكن عندما نضغط عليهم تكون النتيجة أنهم يتلعثمون.
سادسًا: اكسبي صداقة مدرس أو مدرسة الصغير بزيارة المدرسة والتفاهم معهم ومحاولة تحاشي إبراز ظاهرة الصغير، بأن يحاولوا تحاشي قراءته في الفصل أو تسميعه، ولنتفق مع المدرس بترك الصغير على راحته، ويقوم الصغير بطلب التسميع إذا شعر أنه يستطيع.
الآن متى نستشير الطبيب؟
إذا بلغ الصغير عمر ست سنوات واستمرت ظاهرة التلعثم بالذات إذا كان يكرر كل جملة فالآن يجب علينا اللجوء لأطباء التخاطب، وسوف يقوم الطبيب بعمل برنامج لتمرين الصغير على عدم التلعثم والحوار السليم.
والحمد لله تتوافر مراكز أمراض التخاطب في مصر وتأتي بثمار أكيدة.
الحكة المحرجة
مشاكل حك الشرج
تلاحظ الأم عدم الراحة على وجه الصغير وفجأة تمتد الأيدي الصغيرة للخلف في غفلة من الموجودين تمتد للمنطقة المحرجة ويبدأ الصغير في حك منطقة الشرج بعنف.
ماذا أفعل يا طبيبتي؟
حكة الشرج في الصغار من الأعراض التي تتكرر كثيرًا والأسباب متعددة. أهمها هذه الديدان الصغيرة المنتشرة المسماة بالدودة الدبوسية ومن أسباب حكة الشرج أيضًا جفاف المنطقة الشديد، أو البواسير، أو العدوى بالفطريات ومن أهم أسباب إلتهاب هذه المنطقة الحساسة وحدوث الحكة أيضًا تكرار أدوار الإسهال.
والآن ماذا تفعل الأم قبل استشارة الطبيب؟
أولاً: يتم غسل المنطقة جيدًا بصابون مطهر، وهذا النوع متوافر في الأسواق وله درجات مختلفة، وعلى الأم اختيار أخف درجة حتى لا تزيد من إلتهاب هذه المنطقة وبعد غسل المنطقة يجب التجفيف بدقة فالبلل يدعو للعدوى الفطرية ويجب أيضًا تغيير الملابس الداخلية أو الحفاضة عدة مرات في اليوم.
ثانيًا: من الممكن استعمال قليل من النشا للحصول على جفاف المنطقة (هذه وصفة شعبية لكن مفيدة جيدًا).
ثالثًا: تعليم الصغير الطريقة الصحية لغسيل منطقة الشرج ومنطقة التبول والإصرار على التجفيف الجيد.
رابعًا: تعليم الصغار الغذاء الصحي وتشجيعهم على تناول الألياف كالخضروات والفواكه والحبوب، والإقلال من الحلويات والبطاطس المحفوظة والبسكويت والشيكولاتة، فهذه المأكولات تسبب الإمساك الذي يتبعه الحزق عند التبرز والنتيجة تكون البواسير، ويجب أن نحرص أيضًا على حصول الصغير على قدر كاف من الماء لتفادي حدوث الإمساك أيضًا.
خامسًا: علاج الحكة بإضافة حوالي أربع ملاعق صغيرة من بيكربونات الصوديوم إلى بعض الماء ويجلس فيه الصغير الذي سيشعر بالراحة الفورية، ولكن هذا علاج مؤقت.
سادسًا: استعمال بعض المراهم أو الفزلين الطبي العادي، أو أحد مركبات أكسيد الزنك لحماية هذه المنطقة الحساسة.
متى نستشير الأم الطبيب؟
إذا كانت الحكة الشرجية مصحوبة بنقص في الوزن أو فقدان الشهية أو بالمغص أو نوع من أنواع الطفح الجلدي أو ارتفاع في درجة الحرارة أو غثيان فعلى الأم اللجوء للطبيب فورًا لمعرفة السبب والعلاج.
هذه الدودة المزعجة
الدودة الدبوسية
في ظلام الليل ومع دفء الفراش يأتي الصغير للأم الحنون «ماما مش عارف أنام» وتنظر هي إلى وجه الصغير وتفاجأ بيده الصغيرة في حالة هرش شديدة ويتكرر هذا كل ليلة قرب الفجر.
فهذا الميعاد هو المفضل للدودة الزائرة المزعجة المسماة بالدودة الدبوسية.
ما هي الدودة الدبوسية؟
الديدان الدبوسية ديدان صغيرة مستديرة تعيش في أمعاء الإنسان وتنتشر جدًا بين الأطفال (من 10-30% من الصغار في أنحاء العالم).
وتتم العدوى عن طريق بويضات على فتحة الشرج ويبدأ الصغير في الحكة عند الإحساس بحركة الدودة، وحين تصل يده إلى فتحة الشرج تتعلق البويضات بأظافره وتلتصق بيده، وهي لا ترى بالعين المجردة فحجمها صغير جدًا (ميكروسكوبي) ولذا فمن السهل جدًا انتقال البويضات من شخص لآخر والصغير عادة بعد جولة من الهرش لا يغسل يده ولذا تلتصق البويضات بكل ما يلمسه من لعب وفوط وأدوات.
ويأتي الصغير آخر ليلعب بنفس اللعب، أو يلمس نفس الأشياء، أو يلمس صديقه فيتعلق البيض بأيدي الصغير الجديد وتبدأ الرحلة بوضع الصغير يده في فمه- وهي عادة عند الصغار- ويبتلع البويضات التي تنضج داخل الأمعاء، وتتكاثر، وتعاد القصة، وتحدث الأعراض للصغير الجديد، وهكذا وينتشر هذا العرض المحرج ويهرش الجميع.
كيفية التأكد من التشخيص؟
أحسن منم يعطي الطبيب دليل العدوى هو الأم. لأن الدودة لا تقترب من فتحة الشرج إلا عند نوم الصغير، وعليها عمل الآتي الاقتراب من الصغير النائم وفتح فتحة الشرج واستعمال ضوء كشاف لترى بنفسها الديدان الصغيرة التي يبلغ طولها حوالي نصف سم وتبدو مثل خيوط قطنية صغيرة، وإذا أمكن عليها الحصول على واحدة منهم بملقاط ووضعها في زجاجة أو كيس بلاستيك وإعطائها للطبيب.
أما التحليل المعملي فلا يتم عن طريق عينة براز لأن النتيجة ستكون سلبية لأن البويضات توجد حول فتحة الشرج ولذا الوسيلة لتحليل البويضات هي استعمال شريط لازج يوضع حول فتحة الشرج، ثم رؤيتها تحت الميكروسكوب, والآن بعد التأكد من التشخيص على الأم إعلان الحرب على هذه الديدان بالخطوات الآتية:
– على الأم استشارة الطبيب فورًا لأن هذه الديدان تحتاج لعلاج دوائي ومفعول هذه العقاقير هو طرد الديدان من الأمعاء، وبعد استشارة الطبيب وإعطاء الدواء على الأم عمل الآتي:
أولاً: عليها أن تطمئن الصغير إن عرف، فعندما يسمع عن وجود هذه الديدان يخاف ويقلق وعلينا إقناعه بأن هذا ليس معناه أنه غير نظيف حتى لا يخجل وعلينا أن نقول له: إن كل الأطفال يحدث لهم هذه العدوى، وعلى الأم أيضًا شرح الأعراض للصغير، وأنها لن تزيد عن الحكة في منطقة الشرج، وأن هذه الديدان لا تجرح أو تقرص، وأن الدواء سوف يزيلها تمامًا.
ثانيًا: استعمال الماء الجاري البارد أو فوطة مبللة بماء بارد لمنطقة الشرج يشعر الصغير بالراحة المؤقتة، ولكن على الأم إبعاد هذه الفوطة تمامًا عن باقي أفراد الأسرة وعليها غسل يديها بعناية شديدة.
ثالثًا: على الأم قص أظافر الصغير إذا كانت طويلة، فهي مناطق اختباء البويضات وهي وسيلة أساسية لانتقال العدوى، وعلى الأم أيضًا تشجيع عادة غسل الأيدي المتكرر بالذات قبل الأكل وبعد اللعب.
رابعًا: على الأم تعليم الصغار العادات الصحية السليمة لغسل الشرج والتجفيف الجيد بعد ذلك.
خامسًا: علاج جميع أفراد الأسرة فالدودة الدبوسية دودة أسرية تنتقل بسرعة وسهولة من شخص لآخر، ولذا فاكتشاف حالة واحدة في الأسرة عادة يعني أن الأسرة كلها مصابة ولكن تختلف الأعراض من شخص لآخر، والعلاج للكبار عبارة عن تناول قرصين من أحد عقارات الميبندازول، وهذه الخطوة أساسية حتى لا تكون العدوى مثل لعبة تنس الطاولة تعاد الكرة مرة أخرى من شخص إلى آخر.
ولكن احذري يا صديقتي الأم فالعقاقير علاج للديدان الموجودة حاليًا عند الصغير وليست للوقاية من تكرار العدوى، وعليك البحث عن مصادر تكرار العدوى.
ملحوظة: تخرج الديدان الدبوسية من منطقة الشرج في الفتيات الصغيرات وتتجول حتى تصل إلى المهبل، وتحدث إلتهابًا مما يسبب حكة مهبلية شديدة وإفرازات تسبب الحكة للصغيرات، وعلى الأم استشارة الطبيب فورًا.
وحظًا سعيدًا في هذه المعركة ضد هذه الدودة الدبوسية المستفزة.
أستاذ طب الأطفال
جامعة عين شمس
*جميع الحقوق محفوظة




اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.