‏قصة قصيرة‬ : فى يدى لا فى قلبىPosted by on

في يدي لا في قلبي

.

كانت تنظر في عينيه.. تلك العينين التي طالما كانت تحنو عليهما.. يفهمها دون أن تتحدّث حتى!. تبكي فيبكي قلبه قبلها، وتجزع نفسه لما تجد. لطالما حاول أن يخفِّف عنها، وأن يسعد قلبها. أحبّته؟.. لا.. بل تعلّقت به بشدّة. صار هو مأواها عند الحزن والفرح. صار أباها وأخاها وصاحبها. نسيت؟.. نعم.. نسيت أن من اتّخذ مأوى غير الله، فلا مأوى له.

أصبحت تبكي ولا يشعر!.. تتألّم فلا يبدو عليه الضيق!.. ما الذى حدث؟!.. إنها رحمة ربي.. لترجع، ولا تتعلّق به أكثر. تذكّرت، واستغفرت لغبائها، وحُمْق كاد أن يوردها المهالك، فتهلك بحُبِّه.. ازداد تعلُّقها بالله. استشعرت أنه هو من “أضحك وأبكى”، فابتسمت، ثم سقطت منها عَبَرات، على لحظات تعلُّقها بغيره، وأملها ورجائها فيمن سواه.

أخذت تحمد الله أنها رجعت إليه.. رجعت إلى المَلِك المُحسِن، الذى لا شريك له، ولا يرضى لها بشريكٍ فى قلبها.. (ولا يرضى لعباده الكُفر).. الكفر؟!.. نعم.. أشركت في حُبِّها، وطاعتها، وتعلُّقها، وأملها، وسعادتهم في غير الله، فذاقت مرارته.

بعد فترة.. وجدته وقد عاد إليها، بتلك العينان التي لم تنساهم، وتلك النظرات الحانية. أصبح هو أكثر تعلُّقًا بها!.. وقفت لحظة أمام طوفانٍ قادم، تعلم جيّدًا نهايته، ثم تمتمت بصدق: ‏اللهم اجعله فى يدى لا فى قلبى.. وقد كان لها ما أرادت. طالما عرفت أن العبودية، وتمام المحبّة لله وحده.. أمّا هو، فنعم، تحبّه.. ولكن.. حب دون الحب.

شيماء ممدوح

 

مواضيع مختارة:

قصة قصيرة: لم تتزوج بعد

ايه الي حصل بعد الزواج؟

 أرملة الي الأبد!

الحياة الزوجية بين العند و المرونة… ليه لازم أتغير؟

 

الصالون

اترك تعليقاً