أنا مش شمعة!Posted by on

العطاء أنا مش شامعة

.

الفكرة في العطاء، مش إنك تعطي بلا حدود، ولا إنك تعطي وخلاص. الفكرة في العطاء، إنك لما تلاقي إللي قُدّامك محتاجلك، وإنتي عارفة بالظبط هو محتاج إيه؟، إنك ماتبخليش عليه، وتمتّعي نفسك بفكرة ومعنى إنك بتدّيلُه إللي هو محتاجه.

كثير من اﻷمهات والزوجات تعطي وتعطي، و تظل تمد غيرها بكل ما أوتيت من صحة، ووقت، ومال، بمنتهى البذخ، والحب، والتفاني.. لكن اعذريني.. قد تتولّد هنا مشكلة.. أحيانًا بتفضلي تعطي، على اعتقاد منك إنك عارفة كويس أوي، إللي قُدّامك عايز إيه؟ هل سألتيه؟ مش يمكن مش ده إللي هو محتاجه، ﻷنك ماسألتيهوش، وبتعطي وتنفقي وخلاص؟.. وتلاقي الزوجة أو اﻷم مش فاهمة وبتسأل نفسها: “هم إللي حواليّا ليه مش راضيين باللي بعمله؟.. أنا عملتلهم كل حاجة أقدر عليها، هم ليه برضه مش مبسوطين؟”.. وتكون النتيجة إنها تدخل في دايرة من الإحباط واليأس، لإنها مش عارفة تسعد الناس، وتبتدي تشك في قدراتها على فهمهم، أو على القدرة في تفهّمهم! و الأكتر من كده، إنها مش بتلاقي أي رد فعل منهم زي ما كانت متوقّعة، فتعتقد إنهم مش بيحبوها ومش حاسين بيها!

فيه مشكلة كمان.. تلاقي الزوجة متفانية ومخلصة وبتدّي أوي أوي طول عمرها، و بتييجي على نفسها، وتقول: “مش خسارة فيهم”، ولكن تلاقيها بعد مرور كام سنة من الزواج، انهارت تمامًا، ومش قادرة تكمّل، وبتتخانق مع زوجها على أتفه حاجة. كل الصغائر تتحوّل عندها لمشاكل كبيرة، مابقتش قادرة تستحملها، ولا تتغاضى عنها. عارفين ليه؟ ﻷنها عوّدت كل إللي حواليها على إنها دايمًا موجودة، إنها دايمًا حتدّي، إنها مش حتشتكي، إنها دايمًا ضهر قوي.. طيب هي أخدت إيه؟، هي عوّضت نفسها إزاي؟؟ مفيش!، إِدّت نفسها إيه؟ مفيش!، فكرت في نفسها إمتى؟ مفيش!، كافئت نفسها بإيه؟ مفيش!

تبقي إنتي الغلطانة! إنتي إللي أهملتي نفسك وفرّطتي في حقها. إنتي إللي إدّيتي من غير ما تاخدي. إوعى حد يفتكر إني باقول إنها تكون أنانية، لكن أي إناء مليان بنصُب منه، لازم يرجع يتملي تاني عشان مايفضاش، أي بطارية مهما كان عمرها لازم تتشحن!! كوني معطائة، كوني دايمًا موجودة للّي حواليكي، هُم محتاجينك ومعتمدين عليكي، و إنت قوية وقادرة، ولكن احذري أن تحترقي، عشان لو احترقتي.. مش حيلاقوا ضوء تاني ينوّروا بيه!!!

كتير حيسألوني طب نعمل إيه؟

أعتقد إن الوسائل كتير، لكني هذكُر بعضها:

بعد الاستمتاع بالعطاء، لا تنسي نصيب نفسك منه. انفقي عليها، دلّعيها، ريّحيها عشان تعرف تدّي تاني. اخرجي، شوفي صحابك، اشتري حاجة لنفسك.. كل ده مفيد، لكن أهم حاجة أقدر أقولّك عليها هي: “وضّحي حدودك”، زي ما تكوني بتقولي لنفسك: “أنا ماينفعش حد ييجي عليّا.. أنا هدّي لمّا أكون قادرة.. لا لسوء استغلالي.. أنا باعرف أقول لأ.. أنا مش شمعة تحترق من أجل اﻵخرين، المثل ده بِطل من زمان”.

فُتّكُم بعافية

سارة محمود سليمان

Meta Coach

 

 

[اقرئي أيضا: 9 أشياء تحتاجين لاضافتها لحياتك]

[اقرئي أيضا: 7 نصائح للخروج من مود الاكتئاب]

[اقرئي أيضا: أسطورة المرأة الخارقة]

[اقرئي أيضا: لم تتزوج بعد]

[اقرئي أيضا: 8 نصائح حتي تكوني أما سعيدة]

[اقرئي أيضا: 9 نصائح للأم الجديدة]

[اقرئي أيضا: 5 أشياء تعلمتها من القلق]

 

 

 

دانتل

1 Comment

  • الكلام مش داخل قلبي وعقلي قوي لانب باحتسب خدمتي لاسرتي( ما امكنني طبعا فانا مقصره) واحب ازداد من الاجر ما امكنني
    موافقة كلامك عن مكافأة النفس
    سوفي الانبوكس جزاك الله خيرا

     

اترك تعليقاً