.
يا صديقتي، دعيني أخبركِ سِرًّا..
إنه عن معنى رائع فى هذه الحياة، بل هو أيضًا عبادة نتقرّب بها إلى الله
إنه…
حُبُّكِ أنتِ يا صديقتي!
إنه عن شئٍ كبيرٍ جدًّا اسمه “الصداقة”، فهي ليست بالتواصل، ولا بالعُمر، ولا بالمواقف، فهذه مجرّد أسباب..
فيا صديقتي، لو إن الصداقة بالتواصل، لكان من يغيب عن الحياة من الأصدقاء، يغيب أيضًا عن القلب! ولكن كمّ من غائبٍ أقرب إلى القلوب من القريبين..
ولو كانت الصداقة بالعِشرة والعُمر، لانتهت بانتهاء العُمر! وكمّ من صديقٍ انتهى العُمر معه، وهو أقرب من صديقٍ عشت معه عُمرًا!
ولو كانت الصداقة بالمواقف، لكنُّا أصبحنا متقلبين، في الموقف السيء نبتعد، وفي الجيّد نقترب! ولكلٍ مِنّا أخطاءًا بالتأكيد..
ولكن يا صديقتي، إن الصداقة أكبر من هذا وهذا وهذا.. إنها شئ يحتويه القلب والمشاعر، ولقد عبّر عنها الإسلام بأجمل المشاعر في قول: “أحبك في الله”، و” ذاق حلاوة الإيمان، من ذاق الحب فى الله”.
فهي مشاعر لا تنقطع بالغياب وعدم التواصل، ولا تنتهي بانقطاع العُمر، فالأصدقاء على موعدٍ معًا في الجنّة، وهو شئ يرسخ فى قلوبهم، ولا يقف عند المواقف ويتغيّر، بل يتعدّاها بكل قوّة، فهو يسري بأجمل المشاعر.. “الحب في الله”.
سارة أسامة



