بسم الله الرحمن الرحيم

النهارده يوم صعب أوي بالنسبه لهناء .. أولادها كلهم أجازه والشقه متبهدلة وكل شويه يتخانقوا مع بعض وهيه كمان مرهقة ومانامتش كويس لإن بنتها الصغيرة تعبانة ومسهراها طول الليل ..

 

كل شوية تزعق وتتعصب عليهم .. وبعدين تفتكر الكلام والنصايح اللي سمعتها فى كورس التربيه اللى حضرته من فتره على أمل إنها تتغير مع أولادها وتبطل زعيق ونرفزه عليهم .. فلما تفتكر الكلام والنصايح تهدى شويه وتاخد عهد على نفسها إنها هتبطل عصبية وتقرر انها مش هتتنرفز وتعلي صوتها تاني .. وطبعا كلها دقايق ونفس المشهد يتكرر من جديد وتنسى قرارها وتنسى الكلام الجميل بتاع الكورس وكأن شيئاً لم يكن !!

 

في الواقع ليس هذا المقال لأتحدث فيه عن التربيه وكيفيه التعامل الأمثل مع أخطاء طفلك فأهل الإختصاص أولى مني بهذا .. ولكن ربما علينا أن نراجع أنفسنا في النوايا التي نتخذها في أى عمل نقوم به ..

هل توقفتِ مع نفسك قليلاً وتساءلت بجديه .. لماذا أريد أن أتوقف عن الغضب والعصبيه والصوت العالي مع أولادي أو زوجي أو صديقتي التي تزعجني بأفعالها ؟؟

هل فقط لأن الغضب طاقة سلبية ولأن علوم التنمية البشرية والعلاقات الأسرية تحذر من الآثار السيئة للغضب على نفسك وعلى من حولك ؟ ولأن علم التربيه يخبرنا أن الطفل يتأثر بطباعك ويلتقطها منك دون أن تشعري ؟

 

أم أن الأصل هو أننا نتبع وصيه رسولنا صلى الله عليه وسلم حينما جاءه ذلك الرجل قائلاً :أوصني .. فرد عليه الرسول الكريم : (لاتغضب) فأعاد الرجل عليه السؤال فكرر الرسول عليه الصلاه والسلام قوله (لاتغضب!)

وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أنه قال : قلت يا رسول الله ما يمنعني من غضب الله ؟ قال (لا تغضب).

 

والعجيب أن الرسول عليه الصلاه والسلام حذرنا مراراً من الغضب منذ أكثر من 1400 سنه والآن الدراسات الطبيه تحذر منه بعد أن أثبتت أن الغضب هو أشد العواطف البشريه تأثيراً في أداء القلب والأوعيه الدمويه مقارنة بالعواطف الأخرى مثل الخوف والحزن .. الخ

 

أثبت كذلك أن الغضب المتكرر يعرض القلب على المدى البعيد لتضيق شرايين القلب وانسدادها كما بيّنت ذلك دراسة interheart التي اجريت على اكثر من خمسين دولة في العالم وتسعة وعشرين ألف مريض حيث أوضحت أن العوامل المسببة لأمراض الشرايين بالترتيب من الأقوى الى الأضعف هي كالتالي :

الكولسترول

ثم التدخين

ثم الضغوط النفسية الاجتماعية ومن ضمنها الغضب المتكرر

ثم مرض السكري

ثم مرض الضغط المزمن

ثم التاريخ العائلي بالاصابة بأمراض الشرايين المبكر

هل جال في خاطرك يوماً أن كثره الغضب والإنفعال النفسي أقوى من السكري تأثيراً في الاصابة بانسداد شرايين القلب !!

 

لذا احرصي دوماً عزيزتي على تجنب الغضب ومحاوله البعد عن مسبباته وتذكري دوماً وصايا النبى صلى الله عليه سلم وتحذيره لنا من خطوره الغضب وتذكري كذلك أن لجسدك عليك حقاً فلا تفسديه بالإستسلام لمشاعر الغضب والعصبيه واستعيني في ذلك بهدى الرسول ونصحه لمن يغضب فقد قال :

(إن الغضب من الشيطان ؛ وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ(

وقال أيضاً :

)إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع(

 

والأحاديث والآثار في ذلك الباب كثيره وعديده – وددت لو ذكرتها كلها لكن أوردت بعضها لنتذكر سوياً ولنجدد نياتنا ونتذكر نصائح الرسول صلى الله عليه وسلم لنا ..

نحن لانستهين أبداً بما نتعلمه من خبراء التربيه والتنميه البشريه لكن الأصل أننا نتبع ماأوصانا به الله عز وجل في كتابه ثم ماأخبرنا به رسولنا الكريم وبعد ذلك نأخذ بالأسباب ونتعلم العلوم فتكون أفعالناوطباعنا نابعه من قوه إيمانيه عميقه وفهم لأوامر الشرع يتبعه عمل وتطبيق ..

 

وأخيرا فإن تصحيح النوايا والرجوع إلى أصل العمل فى الدين سيساعدنا كثيراً في التخلص من عاداتنا السيئه ومن الطباع التي نتمنى دوماً تغييرها..

 

دمتم بود ،

 

 

حبيبة صقر