ماذا حدث للإنسان فى مائة عام ؟Posted by on


المشهد الاول : ١٩٢٠ بيت مصري عادى متوسط الحال كل أفراد الاسرة موجودة و مجتمعة قلبا و قالبا ، بيتكلموا شويه يضحكوا شويه و ممكن كمان يتخانقوا حتى شويه.

المشهد الثاني : ١٩٤٠ نفس البيت المصرى و الاسرة كبرت بس أصواتهم اختفت و صوت الراديو بس هو اللى مسموع و الكل على الأقل متجمع حواليه و من ان لآخر تحصل مناقشة صغيرة بينهم.

المشهد الثالث:١٩٦٠ نفس البيت المصرى بعد ان اصبح اقدم و انتقلت اليه أسرة اخرى و بدل ما آذانهم كانت صاغية و أعينهم على بعض اصبح الجميع أعيننا و آذانا متوجهين الى التلفاز و الصمت خيم عليهم و يمكن التفاعل الوحيد ما بينهم بيكون خناقة على يتفرجوا على ايه.

المشهد الأخير : “حننط ٥٠ سنة مرة واحدة ” ٢٠١٤ البيت البسيط كان بيد خلو الشمس و هواه معتدل طول السنة .. اتهد.. و طلع مكانه برج طويييل رفيع مكدس بالشقق الشبه خاليه من الحياة .. الاسرة البسيطة لم تعد كذلك فالاحفاد باعوا البيت و هاجروا و انقطعت صلتهم ببعض تماماً لان كل واحد عايش فى بلد مختلفة .. بس فى أسرة جديدة فى شقة من الشقق ..الحمد لله لسة فى أمل ! ..ايه دة .. كل واحد قاعد فى قوضة .. ماسك فى إيده شاشة بتطلع صوت و صوره و تليفون و تليفزيون و كلام و حوارات و خناقات و فيس بوك و أنستجرام و تويتر و بنترست و و و … زيهم زى الاسرة التى تقطعت فى البلد بس دول حتى تحت سقف واحد للأسف ..

ماذا حدث للإنسان فى مائة عام ؟ الانسان عبارة عن قلب و عقل يعنى مشاعر و أفكار، و خلقنا لنتواصل و نتفاعل و نرى و نشعر ببعضنا البعض .. فكلما ارتقى الانسان كلما قرأ الآخرين من أعينهم .. اصبح كل شخص يعيش فى كهفه المظلم للآخر و هو فقط يظن انه منير و منارة !! حتى الانسان الاول كهفه كان ملاذا من الخطر فقط و حياته فى العراء مع قبيلته . و كلما زاد أعداد الأصدقاء على الفيس بوك و كلما تفاعل الانسان مع اخرين على أجهزته التى سجنته كلما ظن انه اكثر انفتاحا و معرفة و اجتماعية . اعتقد انه العكس فهى حياه تخيليه تجعله يدمع و يضحك و يغضب و يفرح و يتفاعل مع قطعة معدن . و يأتى الاختبار الحقيقى عندما ينقطع الاتصال او يفرض عليه لسبب او لآخر التعامل مع بشر اخرين ، حينها فقط يشعر !!! و لكنه يشعر بالتوحد وسط بنى جنسه و يجرى ثانيه نحو قطعته المعدنيه ليتواصل عبر الوسائل الجتماعية المزيفة…

لو خيرت لاخترت حياة اكثر إنسانيته عام ١٩٢٠ !! و أنتوا تيجوا معايا ؟!

 

مي الحسيني

 

الصالون

اترك تعليقاً