أمهات كتير بتتفاجئ اما تعرف أن السن الي الطفل بيبني فيه ثقته بنفسه هو من سنة ونصف إلى ثلاث سنوات، وعشان كده الفترة دي بتبقي من أصعب الفترات علي الأم لأن ابنها بيبقي “شقي قوي” من وجهة نظرها وبالتالي ممكن جدا لو هي مفهمتش تتصرف معاه ازاي في المرحلة دي أنها تهد ثقته بنفسه، والنتيجة مش هتظهر في المرحلة دي، لا دي هتظهر أدام وهو كبير.
أول حاجة … يعني ايه ثقة بالنفس؟ من وجهة نظري يعني أن الإنسان يكون عارف قدراته وعارف أنه يقدر يعمل كذا وكذا، ومش قلقان وهو بيعمل الحاجات دي.
والثقة بالنفس مش معناها أبدا أنه يبقي فاكر أنه “بيعرف” يعمل كل حاجة، لكن الثقه هي أحساس أنه لو “جرب” و بذل مجهود “هيقدر”، طيب هي الثقة بالنفس دي ازاي ممكن الأم تديها لابنها؟ عزيزتي الأم .. الثقة بالنفس دي مش حاجة هتديها لابنك دي حاجه بتبنيها يوم ورا يوم وتجربة ورا تجربة، غرس الثقة بالنفس عند الطفل في نقطتين:
الأولي أنك متعمليش للطفل حاجة هو يقدر يعملها لنفسه؛ لو بيعرف يأكل نفسه يبقي متأكليهوش لو بيعرف يلبس نفسه يبقي متلبسيهوش، طبعا ممكن تساعديه لو هو لسه مش بيعرف او لسه بيتعلم، وكمان لو الطفل مريض أو في مشكله ممكن تساعديه لكن مش ده الأصل عندك الأصل أنك متعمليش حاجة للطفل هو بيعرف يعملها أو يقدر يعملها لنفسه.
طب ايه علاقة ده وأن الطفل يكتسب الثقه بنفسه؟ ما هو لما الأم تعمل كل حاجة لابنها وتحرمه من أنه يعمل لنفسه حاجات تعتبر من وجهة نظرها بسيطة هي كده بتحرمه من أنه يكتسب شعور “أنا أقدر أعمل كذا .. أنا بعرف أعمل كذا” ، تخيلي؟ يعني لما تبقي مستعجلة و تقولي لابنك تعالي ألبسك عشان انت بطئ انتي كده بتهدي ثقته في نفسه لأن الرسالة الي بتقوليهاله حاجتين: “أنت مش بتعرف، أنت بطئ”، كمان كل ما كانت الأم بتعمل لأولادها .. كل اما بيطلعوا مش بيعرفوا يتصرفوا ومش متحملين مسئولية نفسهم، منتظرين ماما تقولهم يعملوا ايه في الموقف الفلاني والموقف العلاني.
النقطه التانية ودي منتشرة .. التحكم والسيطرة، في أمهات منظمين قوي وبيحبوا كل حاجة تبقي مظبوطة قوي، وده مش وحش .. المشكلة اما يطبقوا ده علي أولادهم، مش عاوزاه يعمل كذا عشان ميوسخش هدومه وميعملش كذا عشان مفيش داعي وميمسكش كذا أحسن يكسرها، وقائمة طويلة من الممنوعات الي ليها داعي و الي مالهاش، للأسف انتي كده بتهدي ثقة ابنك بنفسه، لازم تسيبيه يجرب ويمسك ويعمل ولو استدعي الأمر أنه يوسخ نفسه، سيبيه يأكل نفسه و انتي وازني الأمور وشوفي ايه الأهم عندك؟ هدومه تبقي نضيفة ولا يكتسب ثقة في نفسه؟ ماهو عمره ما هيتعلم يأكل نفسه من غير ما يجرب و يوسخ و يوقع علي الارض معلش سيبيه يجرب، تاني حاجه تندرج تحت التحكم والسيطرة الأوامر والمحاضرات .. انتي بقي عاوزة كل حاجة بطريقة محددة وبشكل محدد فطول ما انتي قاعده عماله تدي في أوامر ومحاضرت طويلة وتضغطي علي ابنك أنه يسمع الكلام و يمشي في الخطة اليومية الي انتي راسماها من غير ما يكون ليه حق الاعتراض أو الاختيار أو حرية التصرف؛ يرجع من المدرسة تبدأ الأوامر تنزل علي دماغه يمين شمال يمين شمال .. البس اقلع كل ذاكر قوم اعمل لم لعبك .. أوامر أوامر، و مفيش مانع من كام محاضرة و الاسطوانة بتاعة خلص أكلك الأكل مهم عشان كيت و كيت، وطبعا لو الولد تمرد أو اعترض هو كده مش مؤدب، اسمحيلي اقولك ان ده بني ءادم له رغبات و من حقه يختار مش روبوت عشات نتحكم فيه بالأوامر. لو ابنك انصاع للأوامر يبقي كده شخصيته اتلغت حقيقي بالعكس لازم تاخدي رأيه في الي يخصه بقدر الإمكان زي “هتذاكر الأول و لا تتغدي؟” أو “هتلبس البيجاما دلوقتي و لا بعد ما تتفرج علي الكارتون؟” اديله اختيارات و خليه يختار حتي يتعلم أنه يختار و ياخد قرار.
طول ما انتي بتدي ابنك مساحة يجرب و يعمل بايده فانتي علي الطريق الصحيح، وبكرة اما ابنك يكبر هتلاقي انك قدمتيله اكبر هدية بل هدية العمر “الثقه بالنفس”.
سارة طاهر



