مخاطر و أضرار مشاهدة التلفزيون (التلفاز) علي الأطفالPosted by on

مخاطر و أضرار مشاهدة التلفزيون ( التلفاز ) علي الأطفال

التليفزيون.. الجهاز ذو الوجهين.. بيبقيى طيّب لمّا بنبقى عاوزين نخْلَص من الولاد ونقَضّيها.. وبيبقى شِرّير لمّا بنلاقيهم أو بنحس أنهم متأخرين دراسيا، أو بيضيَّعوا وقت كتير، أو يظهر عندهم ميول لاستخدام العُنْف والتعامُل أو التَحَدُّث بطريقة غير لائقة. و المشكلة إنه زمان كان التليفزيون بس.. دلوقتي الموضوع وِسِعْ مِنّنا، وبقى فيه بلاي ستيشن، وتاب، ولاب، وحاجات تانية كتير مابتخلصش ومش هتخلص!

 

العلماء عملوا دراسات كتيرة أثبتوا فيها إن الأطفال بيتعَلِّموا، ويقَلِّدوا كل حاجة بيشوفوها أو بيسمعوها. وبالتالي فمشاهدة التليفزيون بدون فَلْتَرة أو رقابة من الأهل سوف تؤدّي إلى تَعَلُّم أشياء كثيرة قد لا تتَّفِق مع توجُّه الأُم والأب في التربية والتوجيه. ومع الوقت بتزيد الرسائل السلبيّة والدروس المُخْتَلَطة، وبتكون النتيجة هي طفل غير مُنْضَبِط، أو غير سوي، أو عنيف، أو ضعيف دراسيًّا. ووقتها بيكون التعامُل مع المشاكل أصعب بكتير، والتغيير بيبقى حصل وانتهى، وانسي بقى تعرفي تغَيَّري أفكار اتحَفَرِت جوّه عقل الطفل لسنين طويلة.

 

فيه دراسة أمريكيّة وجد العلماء إن معظم الأطفال تحت عمر سنتين ولحد سن 6 سنوات بيقَضّوا ساعتين يوميًّا أمام شاشة ما.. ممكن تكون التليفزيون، أو الكومبيوتر، أو الموبايل إللي بقى الطبيعي إنه في إيد النونو أكتر ما هو في إيد مامته! أمّا الأطفال من عمر 8 – 18، فبيقَضّوا كل يوم حوالي 4 ساعات مشاهدة تليفزيون، وساعتين إضافي كمان أمام شاشة أُخرى زي؛ البلاي ستيشن أو شاشة الموبايل. وبعمليّة حسابيّة سريعة, يبقى الطفل العادي في سن 18 سنة بيكون اتفَرَّج على حوالي 200 ألف ساعة محتوى في الغالب لا يخضع لرقابة الأب والأُم، ولا يقارَن بالوقت إللي بيقَضّيه الأب والأُم معاه في الكلام، واللِعْب، والتواصل، والتعليم، والتربية! رقم كبير قوي, صح؟! كمان أثبت العلماء إن سَهَر الطفل أو المُراهِق، والجلوس أمام الكومبيوتر أو التليفزيون حتى ساعات متأخِّرة من الليل, بيؤدّي إلى إصابته بالاكتئاب والقلق، لإنه بيؤثِّر على الساعة البيولوجيّة وبيعَرَّض الجسم لإضاءة صناعيّة خافتة وإشعاعات ضارة خلال الفترة إللي مُفْتَرَض يرتاح وينام وينمو فيها.

 

ومن الملاحظات المثيرة للاهتمام في الدراسات التي قام بها العلماء فيما يخُصّ الآثار النفسيّة لمشاهدة التلفاز على الأطفال والمُراهقين, وُجِدَ أن تكرار مشاهد العنف، والعُرْي، والألفاظ والإيحاءات التي لا تناسب الطفل تؤدّي إلى فُقْدان إحساسهم بالصدمة أو الرفض الاجتماعي لتلك التَصَرُّفات مع مرور الوقت. والصورة السلبيّة عن شئ ما إنه “حرام”، أو “عيب”، أو “غير مسموح” مع الوقت بتتلاشى لكثرة تكرار الأمر واعتياده عليه.

وبما إن المَنْع التام عمره ما هيكون حل وخصوصًا في زماننا هذا, فهناك بعض النصائح التي أوصى بها العلماء في الأكاديميّة الأمريكيّة للطفل لتلافي الأضرار قدر المُسْتَطاع:

 

  • حوِّلي وقت التلفزيون أو البلاي ستيشن أو الموبايل لوقت عائلي. اتفَرَّجوا مع بعض على برنامج مفيد، أو العبوا جيم مع بعض، أو خَلّيهم يفَرَّجوكي على الحاجات إللي بيحبّوها وبتهِمُّهُم من غير ما تسخري منها أو تحَسِّسيهم إنك بتراقبيهم. خُدي الموضوع كنوع من الصداقة، وتحسين العلاقة بينكم، وشاركيهم في اهتماماتك إنتي كمان. اتكَلِّموا بإيجابيّة وافتحوا نقاش. واحرصي على ألّا يتحوَّل النقاش لخناقة حتى لا تكون أوِّل وآخر مَرّة! لو جِهْ منظر عنيف، أو سلوك سلبي اسألي الطفل إيه رأيه في الموضوع ده؟ فهْميه إن ده في العالم الواقعي شئ حرام أو غلط أو سلوك غير مُهَذَّب, وإن فيه طُرُقْ كتير أحسن للتعامل مع البشر أو مع إللي بنختلف معاهم.

 

  • حَدِّدي وقت يومي للأجهزة الترفيهيّة عمومًا. الوقت ده مفروض يعني يكون ساعتين يوميًّا كحد أقصى، ومش مسموح لأقل من سنتين إنهم يعملوا أي حاجة غير اللِعْب معاكي ومع إخواتهم، والتَعَلُّم بالمحاولة والخطأ. قَعْدة الساعتين دي تنطبق على البيت كُلُّه You  lead by example أكيد ولّا إيه؟ حاولي تكون اختياراتهم خلال الساعتين دول حاجة مفيدة أو تعليميّة، أو على الأقل مناسبة للقِيّمْ والمبادئ والأفكار إللي عاوزاهم يتعَلِّموها.

 

  • لا تسمحي بوجود التلفزيون أو البلاي ستيشن داخل غُرَفْ النوم، وقت المذاكرة والنوم هو وقت المذاكرة والنوم ومش لحاجة تانية!

 

  • غير مسموح بمشاهدة التلفزيون أو اللِعْب على الموبايل أثناء تناول الطعام -وده ليكو إنتوا الكبار برضه- لإن المفروض وقت الطعام وخصوصًا وجبة الغداء هو وقت تجَمُّع اللأُسْرة كُلّها علشان تتواصل وتتكَلِّم. ولو أصَرّ ابنك أو بنتك على إنهم يستخدموا الموبايل وقت الغداء يبقى يتخصم من وقت الترفيه اليومي بتاعهم.

 

  • اشتركي ليهم في أنشطة أُخرى مفيدة سواء كانت أنشطة تعليميّة, فنيّة, علميّة, دينيّة, أو رياضيّة يفَرَّغوا فيها طاقتهم ويتعَلِّموا منها مهارات مفيدة. في البيت, اشغليهم بألعاب تنَمّي المخ مثل ألعاب الذاكرة والبازل والمُكَعَّبات. العبوا ألعاب جماعيّة، أو اعملوا مكتبة في البيت ونادي للقراءة، وأكتر واحد هيقرأ كتب كل شهر يكون له مكافأة مُعْتَبَرة.

 

  • خَلّ التليفزيون بالنسبة ليهم رفاهيّة مش حق مُكْتَسَب، يعني التعامل مع الأجهزة الترفيهيّة على إنها حاجة ليها وقت مُحَدَّد. يعني ممكن بعدما يخلص الواجب والمذاكرة ومهام البيت إللي هيساعدك فيها، يكون فيه وقت للحاجات دي كنوع من الرفاهية وليس المكافأة.

 

  • جَمَّعي محتوى جيّد وشيّق مناسِب لعمر أولادك على اسطوانات أو على الكومبيوتر، وخَلّيه دايمًا قُدّامهم، وجَدِّدي فيه كل شويّة بحيث تكوني قَدّمتي ليهم خيارات أفضل من مُجَرَّد القَعْدة أمام التليفزيون ومشاهدة الموجود والسلام!

 

وأخيرًا.. ماتعتِبريش التليفزيون أو الأجهزة الترفيهيّة عمومًا عدو، وماتعتِبريهاش حبيب في نفس الوقت. اعتبريها واقع لازم تتعاملي معاه بذكاء، علشان تقدري تتفاهمي مع ولادك، وتكسبيهم، وتقَلِّلي قدر الإمكان من أي شئ ممكن يأثَّر على توجُّهاتك وطريقتك في تربيتهم.. الله يعينك!

 

شيماء سعد

 

مواضيع أخري اخترناها لك:

كيف ربي عمالقة التكونولوجيا أبنائهم؟

لا يستطيع الأطفال استخدام لعبة المكعبات بسبب إدمان الآي باد

خافي علي صغيرك يصبح رجلا!

خروج الجيل عن السيطرة!

 

الصورة: Bigstock

 

تربية

1 Comment

اترك تعليقاً