عشان مانطيرش حمام!Posted by on


 

 

ياااه أخيرا حيزينوا الميدان ويحطوا نجيلة وشجر في النصف .. الحمد لله .. قد إيه حلو المنظر الأخضر على الطريق … بعد ثلاث شهور : الأخضر بأة أصفر والشجر مات والزبالة ملت الميدان .. شوية مية وعناية وتعهد مكانش دة حيبقى حال الميدان اليتيم.. حاجة غريبة جدا متأصلة فى طبعنا ومش عارفة ليه؟!! أى حاجة عندنا إما تكون لسة جديدة نوڤى أو تكون بايظة ونص نص أو عفا عليها الزمان و نرجع تانى نجيب من الأول الجديد ( ده للى معاه فلوس و بيحب يجيب حمام و يطيره ) و النوڤى بعد شوية يبوظ ويدشدش وهلم جرا … خدوا عندكوا مثلا …

عرسان جداد شقتهم تشرح القلب و آخر شياكة .. ما شاء الله .. و غرفة المعيشة بأه حكاية ، كل يوم الست تقوم تلمع فيها ومتسمحش حتى للدبان يقف عليها .. آه مهى جديدة وعلى رأى المثل بتاعنا” الغربال الجديد له شدة” ، بعد العيل الأول وراه التانى المشهد إختلف تماماً .. الكنب مبقع (ده لو لسة القماش عايش اصلا) و المخدات هبطت من التنطيط عليها و الحيطان كلها شخبطة والفازات نصها مكسور .. العرسان بعد لما هما كمان مبقوش جداد وشدتهم راحت ، ولو كانوا من الناس إللى بيحبوا ” يطيروا الحمام” حتقوله المدام: ” بيبى الليڤنج بقت مش حلوة و اتبهدلت لازم نرميها و نجيب واحدة جديدة !!!!” والعريس إللى مبقاش عريس جديد بردوا إما إنه يرضخ تحت تأثير” بيبى” أو لو معندوش يطير الحمام يرضخ بأه ل” كده طيب انا رايحة عند ماما “!! المهم حنرمى و نجيب الجديد..

طب ليه ؟!! عشان هناك ثقافة كدة للأسف أغلبنا مفتقدها اسمها الصيانة .. التعهد .. المتابعة .. التطوير.. وحياتنا كلها لن تستقيم إلا بها ، زى الدكتور بعد التخرج لو متابعش آخر الأبحاث والمؤتمرات والأدوية ، بعد عقد واحد من الزمن بالكثير سيجد نفسه متخلف عن الركب ، دة حتى الفيروسات و الأمراض تغير من تكوينها وتستحدث من شكلها و تركيبتها لتحيا مع المتغيرات حولها ، أى علم تعلمناه فى حياتنا ،حتى اللغة نفسها إن لم نتابع ونمارس ونطور ونتطور بها ستصبح مثل الخردة عبئا علينا، لا نفعنا ولا انتفعنا بها .

البلكونات المصرية إللى كلها كراكيب و الصندرة إللى مليانة حاجات يا إما قلنا حنصلحها و نسيناها ، لو كنا من الأول تعهدنا هذه الأشياء بالصيانة أو المتابعة ، لما حال مصيرها إلى دولاب الكراكيب الذى كلما زاد زادت معه مهامنا وهمومنا الملقاة وراء ظهورنا، خد عندك الحنفية إللى بتنقط ودلفة الدولاب إللى و قعت ويد الدرج المخلوعة و..و…و..حتى شوارعنا واوتوبيساتنا .. فاكرين ال CTA أو الاوتوبيس المكيف ؟ اول ما إتعمل كان نظيف ومنظم وقلنا أخيرا مواصلات مصر ستلحق بذيل ركب التطور، ولكن للأسف بعد فترة وزي أى حاجة جميلة اندثرت ولعدم وجود مفهوم الصيانة الصح، تلاقيه يا عينى أصبح خردة وكلته البارومة ومرمى فى أى مقلب للصفائح.

وكمان شخصيتنا نفسها وطباعنا ،إذا توقفنا عن مراقبة انفسنا وقت ما كنا راضيين فيه عن نفسنا ولم نتعهدها بالتصحيح والمحاسبة والتطوير فبعد فترة من الزمن حتما حنلاقى إننا أصبحنا فى نقصان عن النقطة إللى وقفنا عندها ، والرسول عليه الصلاة والسلام أعطانا منهج كامل للموضوع ده فى حديثه، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ ، صُقِلَ مِنْهَا قَلْبُهُ فَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ ، فَذَلِكَ الرَّانُ ” قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ سورة المطففين آية 14 . فلو تعهدنا قلوبنا و لم ندع النكتة الأولى تصل إلى مرحلة الران لكان أسهل كثيرا من اقتلاع الران .

طب إيه العمل؟
مش مطلوب مننا إلا أننا نشعر بقيمة الأشياء سواء كانت مادية أو معنوية .. مادية زى كل نعمة حوالينا وأنها تستأهل الاعتناء والتطوير عشان منحرمش منها أو يتقصف عمرها بدرى، ونداوم أولا بأول على العناية بها والاهتمام والتعهد فستظل حينها جديدة وفعالة دائماً ، وحتى إن أردنا الإتيان بالجديد فسنصبح حينها فى ازدياد و ليس فى نقصان أو خسران.

 ومعنوية زى أخلاقنا وديننا، وحتى علاقتنا باأواجنا وأولادنا وأصحابنا، دول بالذات مش حنعرف نرميهم أو نجيب غيرهم جديد ، لكن لو تعهدنا بعض واهتمينا بيهم معتقدش إنهم حينضموا لدولاب الكراكيب إللى فى حياتنا أبدا .

مي الحسيني

photo credit: Bigstock

 

الصالون

اترك تعليقاً