سارة سليمان تكتب الصمت = إنذار الخطر

silent
shareTweet about this on Twitter0Share on Facebook7

 

يعتبر الصمت في المنزل خطرا يهدد كل بيت، ويكون عادة نتيجة وليس بداية، وهذه النتيجة أو رد الفعل هذا من الممكن أن يكون تحولا بسبب محاولات عدة للتواصل باءت بالفشل فتحولت إلى صمت! وهذا الصمت قد يقع بين اﻷزواج أو بين اﻵباء واﻷبناء، المهم أن الصمت في أي علاقة كفيل بأن يهددها ويجرها إلى حافة الهاوية.

تعالوا معا نحلل هذه الظاهرة:
نصف سكان الكوكب يشتكون أن النصف الآخر لا يستمع لهم ، والنصف الآخر نفسه يرى أنه مهما تكلم فلا أحد يستمع له!!! فاكرين لعبة التليفون اللي كنا بنلعبها و احنا صغيرين؟ لما كان واحد بيقول كلمة في ودن اللي جنبه و تفضل الكلمة تلف لغاية آخر واحد في الدايرة فتكون تحولت لكلمة تانية خالص؟ هذا للأسف ما نفعله تماما.

تبدأمحاولة التواصل مع اﻵخر مع أول نفس يتنفسه اﻹنسان بعد ولادته، يبدأ بالصراخ معلنا: هو إيه اللي حصل؟ هو إنتو بتعملوا فيا إيه؟ وكل من حوله يرى ذلك أمرا عاديا فكل اﻷطفال تصرخ، وتستمر محاولة هذا اﻹنسان في التواصل مع الوالدين مرورا باﻷشقاء إلى أن يصل إلى مرحلة المراهقة حيث نكتشف غالبا أننا قد أهملنا التواصل مع هذا الشخص وأن الوقت قد فات وأن اﻷزمة اشتدت، ثم يأتي الزواج، و يأتي كل طرف بتجربته وحياته ويبدأ في محاولة التواصل مع شريكه الذي أتى أيضا تجربة مختلفة ، وهنا يحدث الامتحان الحقيقي: هل تسمعني حقا؟

تشكو معظم الزوجات من أن أزواجهم لا يستمعون إليهن حين تحكي الواحدة منهن عن تفاصيل يومها مع صديقاتها أو مع اﻷطفال، كما يشكو الزوج من أنه مل من عدم اكتراث واهتمام زوجته لما يقول (ده لو قال حاجة أصلا ﻷنه بطبيعته رجل الكهف).

تتمثل مشكلتنا في أنناغالبا لا نحب الاستماع إلا إلى ما يوافق هوانا، فنكون انتقائيين دون أن نشعر، وبالتالي فإن ما يحدث في الحقيقة أثناء النقاش مع الآخر هو أننا نسمع ما يقول ولا نستمع لما يقول (والله في فرق في اللغة بين الاتنين، حتى هاتوا المعجم).

لابد أن هذا السؤال خطر على بالك من قبل: كيف سأفتح قلبي وأبوح بما فيه إنسان لا يستمع إليّ أصلا؟؟ وبالتالي تكون النتيجة الحتمية -سواء قصدنا أم لم نقصد- هي الامتناع عن التعبير عما بداخلنا ، وقد يجد الواحد منا نفسه وحيدا وسط عائلته الصغيرة.

لاحظي أيضا أيتها الزوجة أن زوجك قد يفضل عدم البوح بمشاكله المهنية وتفاصيل عمله ﻷنه يخشي اللوم وإصدار اﻷحكام المسبقة عليه، فتجدينه يؤثر الصمت حول تفاصيل عمله ولا يشاركك إياها أبدا.

لاحظ أيها الزوج أن زوجتك لم تعد تتحدث إليك وتشاركك تفاصيل مايدور في المنزل وما يحدث في حياة اﻷولاد ﻷنها ملت من تحول الحوار إلى كيفية إدارتك لشؤون المنزل والعائلة بطريقة عظيمة ﻷنه من المؤكد أنك افضل منها في اﻹدارة!
فتكون النتيجة هي الصمت!! كل منهما سيؤثر الصمت ويغلق على نفسه وقد يفضل أن يسير في طريقه وحيدا، وبحدوث ذلك فقد دق إنذار الخطر!

 

سارة محمود سليمان

مدربة علاقات زوجية معتمدة

Certified Relationship Coach

1 Comment

  • Reply May 13, 2014

    om jowayria

    ممكن ده يكون نوع بس فيه نوع بيسكت لانه لما بيتكلم مابيلاقيش راحه المفروض لما تتكلمى ترتاحى فلو مالقيتيش النتيجه دى بتحسى انك بتفقدى اعصابك فبتهربى للصمت

Leave a Reply